قررت وزارة الفلاحة رفع التجميد عن استيراد الأبقار من النيجر ومالي إلى تمنراست، وإنشاء المعهد التقني لتربية الحيوانات للحفاظ على السلالة الحيوانية المحلية (الجمال، المعز، الأغنام، الأبقار)، مع إنشاء ملبنة لحليب الناقة. كما قررت دعم كل مشروع فلاحي يندرج في إطار توسيع المحيطات الفلاحية وتربية الجمال، وتوسيع مناطق الرعي ورد الاعتبار لبساتين النخيل، حيث رصدت مليار دينار للقطاع لتنميته والمساهمة في استقرار المنطقة، وبالتالي تحويلها إلى وجهة سياحية بامتياز. وأثار عدد من الفلاحين، أثناء زيارة بعثة وزارة الفلاحة إلى عدد من المناطق المنتمية إلى الهفار الوسطي، مثل سيلات، أبلسة وإيدلس، مشاكل بينها الماء، على اعتبار أن أغلب السكان يتولون تربية الجمال والمواشي الأخرى، حيث تحصي ولاية تمنراست حاليا 84050 جمل، و85330 رأس من المعز و83920 رأس من الأغنام، ويواجه أغلب المربين مشكل افتقار المنطقة إلى آبار، لاسيما أن الخاصية الموجودة بين منطقة رعوية وأخرى هو بعد المسافة بينهما. كما يعتمد سكان الهفار الوسطي أيضا على الفلاحة المعيشية المتواجدة مساحاتها على ضفاف الوديان مثل وادي أوتول ووادي تيف، ودائرة تازروك الكائنة على مرتفع يزيد علوه عن ال1800م. والانشغال نفسه رفعه سكان منطقة تيديكلت، التي تضم منطقة إن صالح، إينغر وفوفارة الزوي، إلى بعثة وزارة الفلاحة التي كان يرأسها الأمين العام للوزارة ويرافقها والي تمنراست، وعبروا عن الصعوبات التي يلاقونها في عمليات توسيع محيطاتهم الفلاحية، من غير أن يترددوا في إثارة واحدة من المشاكل العالقة التي ظلت متراكمة لعدة سنوات وهي الكهرباء الفلاحية. إلا أنه وبالنظر للشروحات المقدمة، بدا أن الفلاحين لم ينتظموا بعد في إطار لتوحيد مطالبهم، ولاسيما أن بعضهم يشكو تعنت البعض الآخر في عدم دفع مستحقات الكهرباء، لأن العدادات جماعية وليست فردية. وهي النقطة التي لم يتردد بشأنها والي تمنراست، ونبه الفلاحين إلى حتمية تنظيم صفوفهم حتى تتوحد مطالبهم، ومن ثمة تسهل عملية التدخل لإعانتهم. ولو أن مهمة الوالي الجديد لن تكون مهمة استجمام في تمنراست، على اعتبار بروز حالة وعي وسط الفلاحين الذين بدأوا يستلهمون من التجربة الفلاحية لوادي سوف، مع أن السؤال الذي يطرح في هذا السياق هو لماذا تراكمت مشاكل الفلاحين إلى هذا الحد؟ إذ يثير فلاحون آخرون مشاكل يقولون إنها ما تزال تعرقل جهود التنمية الفلاحية بالمنطقة، بينها افتقاد الفلاحين لثقافة البذر والحرث والتعامل مع النباتات، ما يعني غياب عملية الإرشاد الفلاحي بالمنطقة، وذلك خلافا للمنطق المعمول به في ولايات أخرى، إلى جانب عامل البيروقراطية الذي يشكو منه العديد من الفلاحين ممن يريدون توسيع محيطاتهم الفلاحية أو شراء الأعلاف لجمالهم وأغنامهم. وقد رد الأمين العام لوزارة الفلاحة على مطالب الفلاحين، قائلا: ''إن وزير الفلاحة كلفني بتبليغ رسالة لكم، مفادها أن وزارة الفلاحة ستقدم لكم كل التسهيلات وترافقكم في مشاريعكم المتعلقة بتربية الجمال في جانب حفر الآبار، لتوسيع المناطق الرعوية، وتوسيع المحيطات الفلاحية المخصصة لزراعة الخضر والفواكه، وكذا تأهيل بساتين النخيل، وإعادة ترميم وتأهيل الفوفارات''. وصرح المسؤول نفسه ل''الخبر'' بأن ولاية تمنراست استفادت، في إطار البرنامج الفلاحي الخماسي 2010-2014، من غلاف مالي يقدر بمليار دينار، إلى جانب استفادتها في إطار الصندوق الجهوي لتنمية مناطق الجنوب وكذا في إطار برامج فلاحية تكميلية. وقررت الوزارة في إطار البرنامج الخماسي ترميم 34 فوفارة وإنشاء 32 محيطا فلاحيا وحفر 20 بئرا في المناطق الرعوية سنة .2011 كما قررت الوزارة إنجاز ملبنة صغيرة بالولاية لحليب الناقة، وتدعيم كامل مشاتل النباتات الواقعة بإن صالح وأبلسة. كما قررت رفع التجميد عن استيراد الأبقار من النيجر ومالي في إطار المقايضة، وإنجاز المعهد التقني لتربية الحيوانات للحفاظ على السلالة الحيوانية المحلية.