طالبت قوى المعارضة الليبية الحكومة الجزائرية بإعلان مواقف أكثر وضوحا تجاه الأحداث في ليبيا وممارسات النظام الليبي ضد الليبيين. واعتبر متحدث باسم المعارضة الليبية أن المواقف الجزائرية المعلنة لا تشرف العلاقات التاريخية بين الشعب الجزائري والشعب الليبي. قال نائب رئيس هيئة إنقاذ ليبيا والمشاركة في المجلس الوطني الانتقالي الذي أسسته المعارضة كحكومة انتقالية مؤقتة، محمد علي عبد الله، في تصريح ل''الخبر'' أن المجلس يطالب الحكومة الجزائرية بموقف أكثر وضوحا وجدية اتجاه الأحداث الدامية في ليبيا، مشيرا إلى أن المجلس يطالب الحكومة الجزائرية بسحب سفيرها من طرابلس وقطع العلاقات مع نظام القذافي وإعلان اعترافها بالمجلس الانتقالي كهيئة تمثل عموم الشعب الليبي الذي يطالب بإسقاط القذافي، مشيرا إلى أنه ''لا يجب أن تبقى الجزائر تتفرج على مذبحة في حق الليبيين تتم بقرب حدودها''، وأضاف ''موقف الجزائر لا يجب أن يكون أقل من موقف البيرو وبوتسوانا اللتين أعلنتا قطع العلاقات مع القذافي، ومن دول أخرى أعلنت غلق سفاراتها في طرابلس وسحب دبلوماسييها''، مشيرا إلى أن الوقت مازال في صالح الجزائر للإعلان عن مواقف أكثر تشريفا للعلاقات التاريخية بين الشعب الليبي والجزائر منذ الثورة الجزائرية. وأشار محمد عبد الله إلى أن موقف الجزائر في الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي شارك فيه وزير الخارجية مراد مدلسي كان مخيّبا لآمال الليبيين، عندما وقفت الجزائر مع المغرب في موقف متردد وغامض بشأن مقترح إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا لمنع القذافي من قصف المدنيين، مشيرا إلى أن المعارضة الليبية تحترم مواقف دول الخليج التي كانت مع إقامة الحظر الجوي، وتحترم مواقف دول أخرى كسوريا ومصر اللتين أعلنتا معارضتهما للمقترح، لكنها لا تحترم مواقف الجزائر والمغرب التي لم تكن لا مع ولا ضد، وهو ما دعا المعارضة الليبية إلى تفسير هذا الموقف بأنه تواطؤ من قبل الجزائر مع نظام القذافي. وسألت ''الخبر'' نائب رئيس هيئة إنقاذ ليبيا، محمد علي عبد الله، عن خلفية الاتهامات التي أطلقها المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، ضد الجزائر بالتواطؤ مع نظام القذافي، وعن الدلائل التي اعتمد عليها غوقة في ذلك، فرد قائلا ''المجلس الانتقالي اعتمد على عدد من المرتزقة يحملون جوازات سفر جزائرية تم اعتقالهم، وكانوا يقاتلون مع كتائب القذافي''، مضيفا ''صحيح أن نقل المرتزقة لا يتم عادة بعلم الحكومات، لكن المواقف الغامضة للجزائر هي التي زادت من احتمالات تورطها في ذلك''. وبشأن الوضع في ليبيا قال محمد علي عبد الله إن ''الوضع على الأرض تحول إلى ساحة حرب أهلية مفتوحة بين الشعب الليبي وحاكم مستبد منذ 42 سنة''، مشيرا إلى أن ''التلفزيون الليبي يطلق سلسلة من الأكاذيب تتحدث عن استرجاع القذافي لمدن الزاوية ورأس لانوف ومصراتة من يد الثوار''. وقال إن ''الثوار سيزحفون نحو سيرت وطرابلس اللتين يتمركز فيهما حكم القذافي''.