أشار الدكتور صالح لمباركية من جامعة باتنة إلى أن 90 بالمائة من النصوص المسرحية المقدمة في الجزائر مترجمة أو مقتبسة، مضيفا أنه من الضروري التفريق بين التأليف والترجمة والاقتباس في دراسة النص المسرحي، على اعتبار أن لكل واحد من تلك المصطلحات معنى يختلف عن الآخر. وأبرز المحاضر، أمس، في النقاش المفتوح حول النص المسرحي بين التأليف والاقتباس ضمن فعاليات المهرجان الثقافي للمسرح المحترف بعنابة، أن التأليف هو الإبداع، وهو يخضع إلى ما يسمى الإبداع الفني أو المحاكاة، أما الترجمة فقد وضعت لها عدة تعريفات؛ منها التفسير والنقل من لغة إلى لغة أخرى، مع الإشارة إلى أن المترجم محروم من الحرية فهو ينقل وفق ما وضع وكتب، مضيفا أن الترجمة والاقتباس أساس الفن المسرحي في الجزائر. في حين أن الاقتباس، حسب المحاضر، هو استحضار عدة مواقف، وذلك بتغيير الأسماء والأماكن والعادات والتقاليد، وعلى المقتبس أن لا يلتزم بالنص الأصلي، وإنما يقوم بالحذف والإضافة والتلخيص. من جهته، تطرق الناقد المسرحي علاوة جروة وهبي من قسنطينة، في محاضرة أول أمس، إلى مفهوم الاقتباس، وقال إن المسرح في الجزائر لم يعرف في مسيرته إلا القليل من النصوص المقتبسة، لا تتعدى 11 نصا، منها ''النهر المحول'' عن رواية لرشيد ميموني بالعنوان نفسه، ''الحوات والقصر'' عن رواية للطاهر وطار بالعنوان نفسه، ''الشهداء يعودون هذا الأسبوع'' عن قصة للطاهر وطار بالعنوان ذاته، ''حافلة تسير'' عن قصة لإحسان عبدالقدوس بعنوان ''سارق الأتوبيس''، ''مقهى الرمانة'' عن قصة لمحمد ديب و''مزغنة ''95 عن رواية واسيني الأعرج ''حارسة الظلال''. وأضاف أن هناك العديد من المسرحيات المقتبسة في المسرح الجزائري هي اختلاس لنصوص لا أكثر، في حين أن هناك مسرحيات ألفها أصحابها هي مشكوك في تأليفها أو أنها اختلست دون ردع.