الطريق المؤدي إلى سيرت ليس سهلا. فعكس شطر بنغازي- بن جواد، بدا المسلك يشكل خطورة على الثوار الذين اشتبكوا ظهر أمس مع كتائب القذافي بقرية هراوة التي تبعد بحوالي 60 كلم عن مدينة سيرت. جرح اثنان منهم وأصيبت مجموعة من السيارات. ولم يدم الاشتباك سوى نصف ساعة، حسبما نقله صحفيو الوكالة الفرنسية كانوا رفقة قافلة الثوار في طريقة نحو سيرت. كما فاجأهم رتل من كتائب القذافي في الصبيحة في الباب الغربي لمدينة بن جواد، فزرع في قلوبهم الرعب. ثم واصلوا سيرهم بعد انسحاب كتائب القذافي. وكان الزحف أهون في الأيام الأخيرة، فبعد القصف المتواصل لقوافل من مدرعات القذافي التي كانت تتجه شرقا وأبيدت على آخرها، قرب مدينة أجدابيا، كان تقدم الثوار غربا سهلا. لكن قلعة سيرت بدت أصعب، حيث صاروا يتلقون الضربات المفاجئة. إذ لم يشهد اشتباكات كبيرة منذ بدأ القصف الجوي. فبدت الحرب سهلة بالنسبة للحلفاء الذين لم يخسروا فردا واحدا، والثوار هم أيضا لم يجدوا مقاومة شرسة في سبيلهم، ولم يتلقوا خسائر منذ المصادقة على اللائحة رقم .1973 هذا وأعلن ضباط قاعدة الكفرة في قلب الصحراء الليبية، عن التحاقهم بالمجلس الانتقالي الليبي وأنهم، منذ نهار أمس، تحت قيادة ثوار بنغازي. وكانت نفس القاعدة شهدت حدثا هاما ليلة الفاتح سبتمبر 1969 عندما قررت مجموعة من الضباط القيام بانقلاب على الملك محمد السنوسي. انطلقت المجموعة ليلا على متن سيارة من نوع ''جيب'' اصطدمت بنخلة، وتعرض إثرها عبد السلام جلود لجرح بليغ في الرأس جعله يتنازل ويسلم الحكم لمعمر القذافي الذي كان يرافقه في نفس السيارة. باختيار هذا المكان، يكون ضباط الكفرة قد أرادوا تسجيل موقف قد يضع العقيد القذافي في ضيق كبير، لأن الكفرة كانت فأل خير قد يتحول إلى شؤم، بعد 42 سنة قضاها في الحكم. وأعلنت حكومة القذافي السيطرة الكاملة على مصراتة وتأمينها من ''الإرهاب''، كما أعلنته وزارة الخارجية الليبية. لكن الثوار فندوا الخبر وأعلنوا بدورهم عن السيطرة على المدينة، حسب تصريح لأحد الثوار خص به ''الجزيرة'' على المباشر. بل إن كتائب القذافي محاصرة في شارع طرابلس، كما قال. وفي طرابلس شوهد القناصة ينتشرون على سطوح السكنات والعمارات ترقبا لأي طارئ. فيما أعلن الناطق باسم هيئة الأركان للجيش الفرنسي أن مقاتلات من نوع ''رافال'' انطلقت من حاملة الطائران ''شارل ديغول'' أصابت ''مركز قيادي هام'' بالعاصمة طرابلس.