سعر البنزين العادي المهرب من الجزائر بلغ 1 أورو بدأت النتائج الأولى للحرب بليبيا في الظهور بالجنوبالجزائري، حيث تضاعف سعر الوقود المهرب وارتفع سعر سيارات الدفع الرباعي حتى ولو كانت بدون وثائق، وتسبب اشتداد تهريب الوقود وزيت تشحيم المحركات وإطارات السيارات بعد اندلاع الحرب بليبيا في نقص حاد في الزيوت بأغلب ولايات الجنوب، وتذبذب في التزويد بالبنزين والمازوت في عدة مناطق جنوب شرق ولاية تمنراست. كشف شهود عيان قدموا قبل أقل من 24 ساعة من منطقتي ''تيغارابة'' و''أرليت'' شمال النيجر، بأن سعر الوقود المهرب من الجزائر من نوع البنزين العادي بلغ 1 أورو، وزاد طلب المهربين على المازوت وعلى زيت تشحيم المحركات لدرجة أن حركة التهريب تسببت في نقص حاد في زيت التشحيم في أغلب مناطق الجنوب وفي أزمة بنزين ومازوت في عدة مناطق بولاية تمنراست. وشهدت مناطق الجنوب في الأيام الماضية حركة غير عادية في نقل إطارات السيارات من قبل تجار لا يحملون تراخيص تجارية لبيع قطع الغيار، دفع مصالح الدرك الوطني إلى تفتيش أغلب الشاحنات المارة عبر الطريقين الوطنين رقم 1 ورقم .49 وتم ضبط عدد منها وهي تنقل إطارات سيارات الدفع الرباعي بعد أن زاد الطلب عليها بفعل التهريب، رغم الرقابة الأمنية المشددة على الطرق والمسالك الصحراوية. وفي هذا الإطار، صادر الدرك الوطني شاحنتين صغيرتين كانتا بصدد نقل إطارات سيارات بدون فواتير، وبلغ سعر صفيحة 20 لترا من المازوت 14 أورو، أي 7,0 أورو للتر، ما يعني أن أرباح رحلة تهريب واحدة للبنزين تصل إلى 25 مليون سنتيم، والمازوت من تمنراست إلى شمال النيجر أيضا، وهذا رغم أن الطلب كان شبه منعدم في السابق على المازوت فيما وراء الحدود الجنوبية، وكشف مصدر عليم بأن مهربي الوقود في أقصى الجنوب ضاعفوا منذ 3 أسابيع من نشاطهم في تهريب المحروقات وإطارات السيارات بعد أن زاد الطلب عليها مباشرة بعد اندلاع الحرب في ليبيا، وسبب مهربو الوقود إلى الحدود الجنوبية أزمة في بعض أنواع قطع الغيار وزيوت المحركات، وكشف مصدر عليم بخبايا التهريب بأن سبب زيادة الطلب على الوقود المهرب من الجزائر في النيجر ومالي يعود إلى اختفاء الوقود الذي كان يجري تهريبه من ليبيا قبل اندلاع الأحداث، حيث تعرضت منشآت نفطية عديدة للتخريب، وشهدت مناطق أقصى جنوب ليبيا مصدر الوقود المهرب نقص حاد في مختلف أنواع الوقود وزيت تشحيم السيارات. وشكل هذا الوضع مناسبة جديدة لتحقيق المزيد من الأرباح للمهربين، حيث غير أغلبهم مجال نشاطه من تهريب السلع والسجائر إلى الوقود، وأدى هذا الوضع إلى رفع سعر سيارات الدفع الرباعي خاصة من فئات ''أف جي''55 و''أف جي''60 و''ستايشن'' و''هيلوكس'' من فئة الدفع الرباعي. وبلغ سعر ستايشن 600 مليون سنتيم حتى ولو كانت بدون وثائق، وهذا رغم منع بيعها للخواص طبقا للقانون الصادر منذ نحو سنة ورفع المهربون سعر سيارة تويوتا من فئة ''أف جي''55 القديمة من 150 مليون تقريبا قبل أقل من 6 أشهر إلى 250 مليون سنتيم، وتعد السيارات المذكورة الأداة المثالية لتنقل المهربين والإرهابيين في الصحراء. كما شهدت بعض ولايات الجنوب نقص حادا في مواد توزعها شركة نفطال وفروعها، واشتكى مسيرو شركات عمومية وخاصة تعمل في مشاريع كبرى في الجنوب من توقف تزويدهم بدفاتر قسائم الوقود منذ عدة أسابيع ومن نقص حاد في مواد التشحيم خاصة زيت المحركات وتسبب هذا النقص في توقف العشرات من آلات الأشغال العمومية الكبرى عن العمل ما أدى إلى إرباك عدد هام من المشاريع.