صدر كتاب جديد بعنوان ''المحفظة الزرقاء'' للكاتبة ليلى عسلاوي، عن دار ''داليمان'' بالجزائر ، والذي تعود فيه الوزيرة السابقة إلى فترة العشرية السوداء، لتخرج بموقف واحد: ''لا تسامح مع من قتل الجزائريين''. ويتأرجح النص السردي ''المحفظة الزرقاء'' بين الرواية والسيرة الذاتية، وينقسم إلى 11 فصلا، موزعا بين 205 صفحات، ويتضمّن شخوصا وأحداثا متخيّلة تدور بين عامي 1992 و2032، لكنه ينطلق بالأساس من تجربة صاحبته، التي فقدت زوجها خلال سنوات الدم، لتضمّنه مواقفها التي تعلن عنها صراحة، مثل تنديدها بالإرهاب الإسلاموي ورفضها القاطع التسامح مع من تورّط في قتل الأبرياء الجزائريين. إنه من تلك الأعمال التي لا يمكن أن تقرأها بمعزل عن مؤلّفها، فليلى عسلاوي، الزوجة، تحضر بوضوح بين سطوره، حتّى وإن حاولت التخفّي وراء شخصيّة الجدّة ''داهيلة'' التي تحتفظ بالمحفظة، فيكتشفها أحفادها بعد 38 عاما، ويطلعون من خلال ما دوّنته فيها من تواريخ وأمكنة وأحداث، على جوانب جديدة من مرحلة مظلمة في تاريخ الجزائر. ولم يفصح الأحفاد الذين منحت لهم فرصة للتعبير عن موقفهم من العفو، عن آرائهم الشخصيّة، فتحدّثت هي على ألسنتهم. وجاء الكتاب مرافعة ضدّ القوانين التي سنّتها الدولة، منذ مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم، بدءًا بالوئام المدني ووصولا إلى المصالحة الوطنية. كيف ستكون الجزائر بعد 20 عاما من اليوم؟ إنه السؤال الذي يخيّم على صفحات الكتاب، لكنّ ليلى عسلاوي تقول في تصريح ل''الخبر'' إنها لا تقدّم إجابة نهائية، بل مجرّد وجهة نظر، مؤكّدة أن الأجيال القادمة لن تتسامح مع من تسبّب لها بالمعاناة،. مضيفة ''خلال عملي كقاضية، كانت الضحيّة دائما تبحث عن تحقيق العدالة، لأنّ ذلك يمنحها نوعا من الارتياح، أمّا منح العفو للقاتل فهو بمثابة جريمة أخرى''.