أعلن، سهرة أول أمس، عن الافتتاح الشعبي الرسمي لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة ''2011، الذي عرف مشاركة قوية للعديد من الفرق الفلكلورية والغنائية القادمة من مختلف مناطق الوطن، إلى جانب فرق من اليمن، مصر، تونس، أندونيسيا، فلسطين، قطر وموريطانيا. عاش سكان مدينة تلمسان، أول أمس، أكثر من ساعتين، على وقع استعراضات شعبية كبيرة، وعرسا حقيقيا، احتفالا بالافتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي، رفقة عميد مسجد باريس أبو بكر دليل وعدد من وزراء وسفراء بعض الدول الإسلامية المشاركة، بالإضافة إلى الأمين العام للمنظمة العالمية الإسلامية للثقافة والعلوم عبدالعزيز تويجري، الذي ذكّر في كلمته بمكانة مدينة تلمسان التاريخية وأحقيتها باحتضان هذه التظاهرة، حيث وصفها ب''المدينة العريقة'' التي تملك ''مواصفات تؤهلها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية''، مبرزا دور أبنائها وبناتها في طرد الاستعمار الفرنسي. وشهد الاحتفال حضورا جماهيريا قياسيا، حيث اصطفّ الشباب والعائلات التلمسانية التي خرجت لتحضر هذا العرس الثقافي الإسلامي، على طول الطريق الذي قطعته قافلة الفرق الفلكلورية والعربات. وانطلقت العروض من أمام قصر العدالة الجديد، مرورا بالشارع الرئيسي إلى غاية حي النسيم، حيث قدّمت الفرق التابعة للحرس الجمهوري من الخيالة وفرقة ''مزود'' عرضا ممّيزا تجاوب معه الجمهور، إلى جانب 36 فرقة أخرى، استعرضت مختلف الطبوع الثقافية الخاصة بكل منطقة ودولة، وعكست بعدها الفني والثقافي والتاريخي وعاداتها وتقاليدها والإرث التاريخي المادي وغير المادي عبر التاريخ، وكذا عراقة الحضارة الإسلامية. كما جابت 23 عربة ترمز إلى مدينة تلمسان ثقافة وفنا وتاريخا، على غرار عربة تلمسان، العلماء، الخيمة، المسجد، الصناعات التقليدية، الحدائق والنافورات، الموسيقى، الخط والزخرفة، طارق بن زياد، الإلهام والفنانين، بالإضافة إلى عربات تحمل رموز العالم الإسلامي منها القدس الشريف، الكعبة الشريفة، خريطة العالم الإسلامي، أسماء الله الحسنى وعلم الفلك والطب والاختراعات.
أصداء من الحفل * لفتت فرقة من أندونيسا انتباه الكثير من الحاضرين الذين التفوا حول أعضائها وأخذوا صورا تذكارية. * حضرت الفرقة اليمنية وهي تحمل صورة الرئيس اليمني عبدالله صالح. * قدّمت الفرق الفلكلورية المشاركة في الحفل، قبل انطلاقه، العديد من الاستعراضات الخاصة بالمتفرجين الذين غزوا ساحة الحماية المدنية، التي كانت تحضر فيها هذه الفرق، ونالت الفرقة التونسية أعجاب الحاضرين خاصة رقصة النسوة التونسيات. * لقي المنظمون صعوبات كبيرة في تأطير العدد الكبير من العائلات التي غزت المنصة الخاصة بالضيوف ورجال الإعلام، لكن الحضور القوي والمكثف لعناصر الأمن أنقذ الموقف ومكّن من التحكم في الوضع. * لم يغب الوضع في الوطن العربي، خاصة في ليبيا، عن احتفالات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وسكانها، إذ ظل الشباب المصطف على قارعة الطريق يردد بقوة كلمة العقيد القذافي ''زنفة زنفة''.