تحقيقات تكشف اختفاء 365 ألف متر مكعب من الوقود بوحدة العاصمة فضح تقرير سري من 13 صفحة أعدته لجنة تدقيق داخلية على مستوى الفرع التجاري لشركة نفطال في العاصمة عن جملة من الفضائح تمثلت في مخالفات خطيرة لقانون الصفقات. وأحصى التقرير خرقا مفضوحا للقوانين والتحايل في إبرام صفقات بالتراضي وتضخيم للفواتير. أنهى المحققون عملهم فيما يخص فضيحة اختفاء الوقود من الوحدة التجارية في الخروبة بالعاصمة الذي انتهى إلى إحصاء ما لا يقل عن 365 ألف متر مكعب من الوقود يبقى مصيرها مجهولا. حمل التقرير النهائي لعمل لجنة تدقيق داخلية إشارة ''سري''، وتضمن محاور عمل المحققين فيما يتعلق بإبرام صفقات وفواتير في المحور المتعلق بالمشتريات الاستثنائية للتسيير والاستثمار، ودامت التحقيقات من ديسمبر 2009 إلى جانفي 2010 وتوصلت إلى جملة من الخروقات مثلما ورد في خاتمة التقرير. ومن بين أهم ما أحصاه المحققون، إبرام استشارات محدودة في صفقات تراوحت أغلفتها بين مليون و4 ملايين دينار، وهو ما يتعارض مع قانون الصفقات قبل التعديل الأخير، كما اكتشف المحققون فواتير عديدة تجاوزت قيمتها الحد الأقصى المحدد شهريا ب200 ألف دينار فيما يتعلق بمقتنيات الشركة من مواد مكتبية وأغراض ذات حاجة استثنائية، ولعل الطابع الاستثنائي للأغراض التي تم اقتناؤها هو ما كان غطاء لمخالفات المرتكبة مثلما ورد في التقرير. وأورد المحققون في نفس التقرير انعدام ما يعرف بجدول المقارنة للعروض في ثلاث صفقات، فضلا عن تجاوز قيمة إحدى الصفقات الحد الذي يجيز إبرامها بالتراضي، وكذا تجاوز الحد الأقصى في مقتنيات أخرى محددة قيمتها القصوى ب60 ألف دينار، إلى جانب صرف مبالغ معتبرة بدون استشارة وموافقة مدير الفرع، وإجراء استشارات محدودة دون موافقة اللجنة الدائمة للفرع، مع إجراء استشارات محدودة مع بعض الممونين في صفقات تراوحت قيمتها بين مليون و4 ملايين دينار، وهو ما يخالف ما يعرف ب''أر''15 قبل أن تحمل تسمية ''أر''16 بعد التعديل. ومن بين أهم المخالفات التي توصلت إليها لجنة التدقيق في تقريرها، إعلان استشارات محدودة في صفقات عديدة مع نفس المناقصين ولنفس الأشغال بقيمة تجاوزت ما تسمح به صلاحيات إدارة الفرع التجاري للعاصمة. لغز فضيحة اختفاء الوقود من وحدة الخروبة اكتشفت لجان التدقيق التي أرسلتها المديرية العامة لشركة نفطال إلى وحدة الخروبة بالعصمة، أن ما لا يقل عن 365 ألف متر مكعب من الوقود باختلافه، اختفت من خزانات وصهاريج الفرع، وفي ظل تعدد الأسباب والمبررات يبقى مصيرها مجهولا. وتوصلت النتائج النهائية للتحقيقات بعد فحص الكميات الواردة ومقارنتها بالمسوقة مع إعادة النظر في الفواتير أن 577. 197 متر مكعب بنزين ممتاز، و728. 27 متر مكعب من المازوت 071 .139 متر مكعب من البنزين بدون رصاص، و769 متر مكعب من السائل ''وايت ستيريت'' وتعددت الأسباب المقدمة من طرف العاملين في الوحدة، فيما يبقى مبرر اختفاء هذه الكميات بين من يرجعها إلى وجود تسربات بسبب اهتراء أنابيب النقل والخزانات، وبين من يعتبر أن الكمية تم تحويلها إلى وجهة مجهولة ولفائدة جهة ما، ولاسيما أن تجربة أجرتها شركة الأنابيب حول مدى اهتراء الأنابيب والخزانات من خلال تشميعها وملئها بالمياه لمدة ثلاثة أيام، بينت أنه لا يوجد أي تسرب.