نظم عشرات السوريين المقيمين بالجزائر اعتصاما أمام مقر السفارة ببن عكنون بالعاصمة، مرددين شعارات تدعو نظام بشار الأسد لوقف التقتيل وعدم اللعب على وتر الطائفية والمذهبية في البلد. وخلال الاعتصام الذي دام أكثر من ساعة، نبه المحتجون إلى أن التجمع الذي عقد، أول أمس الجمعة، بمقر السفارة، تم تحت الضغط والتهديد من طرف مسؤولي السفارة. وفي هذا السياق، اشتكى، أمس، المعتصمون من تهديدات تلقوها على يد مسؤول الأمن بالسفارة بمنعهم من دخول سوريا في حال استمروا في التظاهر. وقال متحدث باسم المكتب التنفيذي لرابطة المغتربين السوريين في الجزائر ل''الخبر'' إن ''سياسة القمع البوليسية التي تعتمدها السفارة السورية بالجزائر هي نسخة عن النظام في دمشق''. ولفت صحفي سوري مقيم بالجزائر إلى مشهد قيام شخص أو شخصين بالتقاط صور وفيديو للمعتصمين، أمس، أمام مدخل السفارة، وقال طالب سوري، وهو كردي يسمى ''أ. ز'' من منطقة عين العرب الكردية، ل''الخبر'' تعليقا على قرار منح الجنسية لعشرات الآلاف من الأكراد: ''هذه رشوة سياسية، ونحن نجيب نظام الأسد بأن الحياة تمنح مرة واحدة ونحن قررنا أن نعيشها بكرامة''. ومن جهته، قال الدكتور ميشال سطوف، وهو طبيب مقيم بالجزائر، ل''الخبر''، إن ''وقفة السوريين اليوم هي للمطالبة بالحرية وبالكرامة ولإلغاء حالة الطوارئ المطبقة منذ عام .''63 واشتكى أحد الحاضرين في الاعتصام من ''حرمانه من رؤية أهله منذ ثلاثين سنة''. وبالمقابل، حاولت ''الخبر'' الحصول على تصريح من سفير سوريا بالجزائر، السيد نمير الغانم، تعليقا على اتهامات المعتصمين بشأن التهديد، فقيل لنا إن طاقم السفارة في عطلته الأسبوعية، لكن مسؤول الأمن بالسفارة السيد ''ج. س'' كانت له شجاعة الخروج ومقابلة المعتصمين، حيث دار نقاش ساخن بين الطرفين، نفى فيه المسؤول تهمة تهديد المعتصمين، وأكد ل''الخبر'' أن ''ما يقوم به هؤلاء هو حقهم الطبيعي في التعبير عن التغيير الذي يريدونه وسيتم تبليغ ذلك للسلطات في دمشق''.