أوباما سيستغل مقتل بن لادن ليدعم حظوظه الانتخابية قال الخبير العسكري العميد الركن صفوت الزيات إن الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد تحقيق انتقامها بقتل أسامة بن لادن، مطالبة الآن بتقديم اعتذاراتها للعرب والمسلمين عن الحروب التي طالتهم في العقد الماضي بسبب اعتداءات 11 سبتمبر .2001 قدر الزيات في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' من الدوحة القطرية، أن ''هلاك بن لادن لن ينه الإرهاب ولن يضعف القاعدة، وإنما قد يكون له مفعول عكسي، في ظل عدم انتفاء أسباب ظاهرة الإرهاب وتعامل الإدارة الأمريكية بسطحية معها''. عسكريا، أوضح العميد المتقاعد صفوت الزيات ردا على سؤال ''الخبر'' حول توقيت العملية ضد بن لادن بالقول ''أعتقد بأن التوقيت مرتبط بالظروف الاستخباراتية والعملياتية للحدث نفسه، فالولاياتالمتحدة حصلت على معلومات في أوت الماضي عن تحركات بن لادن، وتأكدت المخابرات في فيفري الماضي من المعلومات، واتخذت القرار الآن''، مضيفا أيضا أن ''الوقت ملائم لمحاصرته والتركيز عليه كهدف، خصوصا وأن القوات الأمريكية لم تنسحب بعد من أفغانستان''. سياسيا، يرى صفوت الزيات أن ''الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيستغل مقتل بن لادن ليدعم حظوظه الانتخابية للفوز بعهدة رئاسية ثانية، كما سيستغل هذا الحدث بوصفه انتصارا كبيرا للإدارة الأمريكية، للمضي في سياسة الانسحاب العسكري من أفغانستان والعراق''. وبالنسبة لمشاهد الفرحة التي انطبعت على عدد من الأمريكيين بعد سماعهم الخبر، قال الخبير العسكري إن ''المزاج القومي الأمريكي مرتبط بحادثة تفجير مبنى التجارة العالمي، ومقتل بن لادن بالنسبة لهم هو جزاء عادل على ما اقترفه في حقهم''. لكن يرى الزيات أن ''مشكلة الشعب الأمريكي ونخبته أنهم لا يراجعون أنفسهم، فكم قامت الإدارة الأمريكية بإذلال دول عربية وإسلامية، وكم عذبت وقتلت من الأبرياء جراء السعي وراء الانتقام''. وعليه، يعتقد العميد صفوت الزيات أن ''الولاياتالمتحدة مطالبة بالاعتذار ولم لا تقديم تعويضات لضحايا الانتقام من تفجيرات 11 سبتمبر''. أما فيما يخص بن لادن الشخص، فهو حسب المتحدث ''غير مسؤول عن أخطاء الإدارة الأمريكية في العقد الماضي، فكل ما فعله بن لادن هو تعرية أكبر قوة عسكرية في العالم''. ويذهب الزيات بعيدا في القول إن ''بن لادن ربما سيتحول إلى بطل بعد مقتله لدى جمهور من العرب والمسلمين لأنه رفض ممارسات الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى، بدليل أن الشعوب العربية ثارت على دعم الغرب لأنظمة ديكتاتورية''. وعما إذا كان تنظيم القاعدة سيفقد قوته بمقتل زعيمه الروحي أسامة بن لادن، فيرى صفوت الزيات أن ''الإرهاب لن ينته، كما أن المشكلة لم تعد اليوم في القاعدة وحدها وإنما في تنظيمات أخرى تستلهم من القاعدة فكرة محاربة الغرب، الذي أذل المنطقة العربية والإسلامية، ولهذا فأسباب ما يسمى بالإرهاب لا تزال قائمة، ولن تذهب بمقتل بن لادن، وإنما خطر الإرهاب سيظل قائما وهلاك بن لادن سيغذي التطرف والإرهاب''.