تلاحق مصالح الأمن عصابة إجرامية نقلت صورا حديثة ودقيقة، استعمل فيها ماسح ضوئي متطور مهرب إلى الصين، بغرض تزوير الأوراق النقدية الجزائريةالجديدة في الصين أو إحدى دول الشرق الأقصى. كما لم يستبعد مصدر مطلع مقرب من مصالح الأمن أن تكون الصور قد نقلت إلى إسرائيل أيضا. شرعت مصالح الأمن المتخصصة بالتعاون مع الشرطة والدرك والجمارك، في تنفيذ مخطط أمني لمنع طرح أوراق نقدية مزورة من فئة 2000 دينار. ويتضمن مخطط الطوارئ تشديد الرقابة على منافذ الجمهورية وتنفيذ حملات تفتيش مفاجئة لمراقبة أسواق الجملة وأسواق السيارات ومواقع تبديل العملة وتداولها، حيث شددت شرطة الحدود والجمارك الرقابة على الرحلات الجوية التي تربط الجزائربدبي ومدن في الشرق الأقصى. كما تتحرى مصالح الأمن حول رحلات أشخاص محل شبهة تنقلوا بين الجزائر ومدن في الشرق الأقصى عبر مطارات في أوروبا والخليج، مع مراقبة عمليات استيراد معدات الطباعة وآلات المسح الضوئي. وحصلت مصالح الأمن خلال الأسبوع الأخير من شهر أفريل على معلومات وصور صنفت في خانة ''سري للغاية'' من مصادر داخلية وخارجية حول تداول صور شديدة الدقة عن الورقة النقدية الجديدة من فئة 2000 دينار لدى مختصين في التزوير بعد ساعات من صدور هذه الورقة. وأكدت هذه المعلومات بأن المزورين يريدون طرح كمية من هذه الورقة للتداول خلال الأسابيع الأولى. وشددت مصالح الأمن والجمارك في مختلف منافذ الجمهورية الرقابة على السلع المستوردة بحثا عن أوراق نقدية مزورة من فئة 2000 دينار. ويشتبه المحققون في خلية كلفت بمتابعة الموضوع مؤخرا في حدوث عمليات تزوير لأوراق من فئة 2000 دينار في دول آسيوية. كما تتخوف مصالح الأمن من استغلال العصابات المتخصصة في التهريب لمرحلة التداول الأولى للعملة الجديدة، من أجل نشر أكبر كمية من الورقة المزورة قبل تعرف مستعملي هذه الورقة النقدية على نوعيتها. أكثر من ذلك، تشتبه مصالح الأمن في شروع عصابات إجرامية دولية في محاولات أولى لتزوير كميات كبيرة من الورقة النقدية الجديدة من فئة 2000 دينار، بعد أقل من 24 ساعة من بداية تداولها. وفي سياق متصل تتابع مصالح الأمن في ذات الوقت التحري حول عمليات تزييف للنقود الجديدة ينفّذها الآن مزورون محليون في بعض المناطق داخل الجزائر باستغلال وسائل أقل تعقيدا. وحسب مصادرنا، فإن مآل هذه العمليات هو الفشل بسبب نوعية الورق الخاصة جدا، لكن ما يثير المخاوف هو تزوير الورقة في معامل وورشات متطورة في الشرق الأقصى، أين تم قبل أكثر من 10 سنوات تزوير دولارات بشكل جعل كشفها شبه مستحيل وغير ممكن سوى لدى بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي. وتكلف عمليات التزوير الكبيرة أصحابها أموالا طائلة، ما يجعل الأمر يتعلق بعصابات دولية منظمة. وكشف مصدر عليم بأن التحقيق بدأ بعد أن حصلت مصالح الأمن في الجزائر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، في إطار التعاون الأمني، على نُسخ من صور دقيقة لورقة 2000 دينار، استخدم فيها ماسح ضوئي من الفئة الأكثر دقة ونقل إلى دول في شرق آسيا عبر الانترنت. وتم كشف صور أخرى أقل دقة بالصدفة في ميناء دبي من طرف الشرطة المحلية في الإمارات العربية المتحدة. وكشف مصدر على صلة بالملف بأن العصابة المتخصصة في التزوير والتي تتعامل مع محترفين في الصين وكوريا الشمالية يملكون ورشات سرية لتزوير الدولار، نقلت صورا بالماسح الضوئي عبر مواقع إلكترونية خضعت للمراقبة الأمنية بالتعاون مع مركز أمريكي متخصص في مراقبة المواقع الالكترونية إلى عناوين إلكترونية في دول آسيوية عدة وعناوين مجهولة يعتقد بأنها في أوروبا. ومن جانبها، شرعت مصالح الأمن في مراقبة عدة مواقع بالجزائر تم فيها في السابق تداول نقود مزورة للقبض على مروجي النقود المزورة الجديدة وتفكيك العصابة المجهولة.