حذّر المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي (كناس) من الانزلاقات التي قد تنجرّ عن استمرار الاضطرابات بالجامعات الوطنية، مؤكدا أن إضرابا لأكثر من ثلاثة أشهر غير مقبول، لنتائجه السلبية، متهما أطرافا من خارج الجامعة باستغلال الطلبة لتصفية حسابات سياسية فيما بينها. وعن تطورات القضية التي لم تنجح كل محاولات الوصاية لامتصاص الغضب، ذكر المنسق الوطني ل''الكناس''، عبد المالك رحماني، أن ما يجري حاليا فتنة حقيقية، أدت إلى الخلاف بين الطلبة أنفسهم أشهرت فيها الأسلحة البيضاء، والاعتداء على بعضهم البعض، معرّجا على تزامن هذه الاحتجاجات مع تغييرات سياسية تجتاح البلاد، أقحم فيها الطلبة، على اعتبار أنهم يمثلون النخبة، وحاول من يريد الضغط على الدولة لتحقيق مآربه اللجوء إلى الطلبة لاستعمالهم كوسيلة ضغط، رافضا تحويل الجامعة إلى ملعب يتقاذف فيها مشعلو الفتنة مصالحهم. في المقابل، تحدث رحماني عما يدور حاليا من حديث حول شبح السنة البيضاء، حيث قال إنها مأزق لن يتمكن أحد من تحمل نتائجه، لا الأساتذة ولا الوزارة ولا التنظيمات الطلابية ولا حتى الطلبة أنفسهم، داعيا إلى التعقل والعودة إلى الدراسة، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الطلبة الذين يمثلون الأغلبية يزاولون دراستهم ويتحلون بجزء كبير من المسؤولية، مع إبقائهم على مطالبهم، التي اعتبرها رحماني مشروعة، وتحتاج إلى إصغاء من الوصاية لحلها جميعا لإعادة الاستقرار إلى الحرم الجامعي. ولم يفوّت منسق ''الكناس'' الفرصة ليوجه اللوم لوزارة التعليم العالي، بسبب تأخرها في الإصلاح وما سماه ''دمقرطة الجامعة''. وفي هذا الصدد، قال رحماني ''كان على الوزارة أن لا تجعل الجامعة فضاء للتكوين فحسب، بل السماح للطلبة بممارسة السياسة، ولكن بحدود''. موضحا أن التكوين يمثل 90 بالمائة من دور الجامعة. في المقابل، على الوزارة أن تفتح المجال للندوات والملتقيات الدورية التي تعقد داخل الجامعة، ينشطها مختصون في السياسة والعلاقات الدولية وكل المجالات التي تسمح بتثقيف الطالب سياسيا، ومن ثمة، سيصبح للطالب رصيد يمكّنه من التصرف مستقبلا مع كل التطورات بحكمة وليس بعشوائية مثلما يحدث حاليا، مؤكدا أن اجتياز هذه المرحلة لا يعني نهاية الأزمة، خاصة وأن الجامعة تتخبط في أزمة حوار، وما على الوزارة سوى استدراك الوضع قبل انفلاته، يضيف رحماني.