شلّ عمال بريد الجزائر لليوم الثاني على التوالي، في مختلف المصالح والمراكز البريدية، احتجاجا على عدم توصل المفاوضات التي كان آخر أجل لها يوم 25 ماي. وقال عدد من العمال ل''الخبر'' بأن توقفهم عن العمل راجع لتهرّب الإدارة عن مسؤوليتها فيما يخص مطالبهم المشروعة''. وكشف مصدر نقابي بأن الإضراب المفتوح الذي تم توقيفه منتصف الشهر الماضي، بعد استقبال وزير البريد موسى بن حمادي، وفدا عن النقابة الجديدة لقطاع البريد من أجل التفاوض، لم يتوصل إلى أية نتيجة. وكانت الإدارة أعطت موافقتها بدراسة المطالب التي تخص أساسا مراجعة سلّم الأجور، والتعجيل بتسوية المنح المتفق عليها في الاتفاقية الجماعية، إضافة إلى صرف منحة الإلزام الخاصة بالقابضين ومعها منح المردودية الفردية والجماعية، وكذا منحة المسؤولية لرؤساء المكاتب والمنحة المتعلقة بالجرد السنوي والمنح العائلية التي لم تسوّ إلى يومنا هذا. ولم يكن اليوم الأول من الاحتجاج بالعادي، حيث لوحظ على مستوى العديد من مراكز بلديات ولاية وهران حالة من التذمر والاستياء لدى شباب وكهول وشيوخ وعجائز ممن كانوا بحاجة إلى خدمات البريد، خاصة أن من بينهم من أراد سحب مبالغ مالية من أرصدتهم يحتاجونها أو منح ارتقبوها وما إلى غير ذلك، ما أدى بمن حضروا إلى البريد المركزي بوهران إلى غلق الطريق المجاور له ومنع مرور السيارات، وذلك قبل تدخل مصالح الأمن التي فرّقتهم بطريقة لبقة. لكن ذلك لم يمنعهم من التجمع أمام باب المركز وطرق أبوابه بالقوة، تعبيرا عن غضبهم.