ينتظر الجمهور المغربي الكروي بشغف موعد انطلاق المباراة الحاسمة التي ستجمع منتخب بلادهم أمام الجزائر يوم 04 جوان القادم بملعب مراكش، لحساب الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا لعام ,2012 وهي المباراة التي أجزم العديد من المغاربة التي التقت بهم ''الخبر'' هنا في مراكش أو في مدينة الدارالبيضاء أنها لن تقبل القسمة على اثنين ''مهما كلفهم ذلك من ثمن''. انشغال المغاربة وبالأخص سكان مدينة مراكش بجمع قوتهم اليومي، لم يمنعهم من التأكيد أن لقاء الجزائر سيكون فرصة لهم للتعبير أنهم ينتمون حقا إلى المملكة المغربية وأن مدينتهم السياحية (أغلب السكان يكسبون قوتهم اليومي من خلال معاملاتهم مع السياح الأجانب) سوف لن تكتف بجلب العملة الصعبة للبلد، فحسب وإنما ستساهم كرويا في وضع المنتخب المغربي قدما في الدورة النهائية للمنافسة الإفريقية لعام 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. كل الوسائل مباحة للثأر من الجزائر ''سنستعين بكل الوسائل لمؤازرة المنتخب المغربي، حتى يتسنى لنا الثأر من الجزائر التي فازت علينا في عنابة بهدف يتيم كان هدية من الحكم الذي أدار المباراة''.. بهذه العبارة حاول رياض تاجر في محل للإلكترونيك بالقرب من السوق المعروف ''جامع الفنا'' بمراكش، استفزازنا عندما علم أننا جزائريين، حيث أضاف ''في الجزائر كسبتم النقاط الثلاث بطريقة ملتوية، فنحن أيضا سنلعب في ميداننا وسنعمل كل ما هو متاح لنا للفوز''. ''الشوفينية'' التي تحلى بها رياض خلال حديثه عن المباراة، لم تمنعه من التأكيد على أن الأمر لا يرقى إلى حد الاعتداء على اللاعبين أو ما شبه ذلك، حيث قال بصريح العبارة ''نحن لسنا كالمصريين حتى نرشق حافلة المنتخب الجزائري بالحجارة أو نعتدي على الأنصار الجزائريين، لكن سنعمل المستحيل لكسب الحكم حتى يمنح لنا هدية مماثلة لهدية يبدة في مباراة عنابة''. وبمجرد حديثه عن الحكم، قاطعه زبون مغربي كان في المحل، حيث رد عليه وهو يتوجه بالكلام نحونا ''الحكم هذه المرة سوف يكون محايدا إلى أقصى تقدير، لأنه سيحمي التشكيلة الجزائرية، على اعتبار أن الجزائر تملك عضوا في الفيفا وهو روراوة، وعليه فإن الحكم سيدير المقابلة بكل نزاهة''. أنصار الكوكب المراكشي يفندون أنصار فريق الكوكب المراكشي وبالرغم من استيائهم من الاتحادية المغربية التي حملوها مسؤولية سقوط فريقهم إلى القسم الثاني المغربي، ولاسيما بعد إن احتسب الحكم الذي أدار المباراة بين فريقهم أمام الفتح الرباطي بعقر دار هذا الأخير في الجولة ما قبل الأخيرة عندما احتسب حسبه هدفا غير شرعي لصالح الفتحين (المباراة انتهت بالتعادل)، إلا أنهم فندوا كل ما جاء في الصحافة أنهم سيشجعون يوم 04 جوان المنتخب الجزائري انتقاما من الجامعة (أي الاتحادية المغربية)، بدليل ما صرح به رئيس اللجنة المؤقتة للكوكب المراكشي فؤاد الورزازي ل''الخبر'' قائلا ''صحيح أننا كنا ضحية أخطاء تحكيمية، وهي الأخطاء التي جعلتنا نسقط إلى القسم الثاني، غير أن هذا لا يعني أننا سنخون الوطن، بل بالعكس سنقف بجانب الأسود إلى آخر دقيقة من عمر المقابلة''، مضيفا ''أتمنى أن تكون مدينة مراكش فأل خير على الكرة المغربية''. الشعب المغربي يعيش ضغطا رهيبا نقطة أخرى ركز عليها بعض المغاربة، هي تلك المتعلقة بمخلفات المقابلة في حالة انهزام المنتخب المغربي في دياره، حيث ذهب نجيب، سائق سيارة أجرة بمراكش في هذا الإطار، وقال ''نفس السيناريو الذي عاشه الجمهور الجزائري في المباراة الأولى بعنابة سيعيشه المغاربة في مباراة 04 جوان، فالفوز أصبح ضروريا أكثر من اللازم، لأنه لو قدر الله وانهزم المنتخب المغربي، فالأمور ستأخذ أبعادا أخرى، وقد يتحول غضب المناصرين إلى مظاهرات حاشدة وقد تختلط الأمور''، مضيفا ''لا يخفى عليكم أن الشعب المغربي يعيش ضغطا رهيبا، وبمجرد شرارة صغيرة قد تنقلب الأمور رأسا على عقب، وعلى رفاق الشماخ أن يضعوا نصب أعينهم أن مصير أمة بين أيديهم''. ورغم كل الشهادات الحية، وحسب معايتنا الميدانية للمدينة الحمراء، فإن المراكشيين، وعلى عكس العنابيين في المباراة الأولى يوم 27 مارس المنصرم، لم يدخلوا بعد، لحد كتابة هذه الأسطر، في أجواء المقابلة، حيث إن الجميع هنا منشغل كما سبق ذكره بالقوت اليومي، رغم أن المباراة لا تفصلنا عنها إلا خمسة أيام فقط. ويعود السبب حسب عدد من شباب مراكش الذين التقيناهم في اليومين الأخيرين.. يعود إلى تخصيص نسبة قليلة من التذاكر لمدينة مراكش، وهو الأمر الذي استاء منه المراكشيون الذين أجزم لنا بعضهم بأنهم سيدخلون الملعب مهما كان الثمن، رغم أن الاتحادية المغربية أعلنت أن الأشخاص الذين لا يملكون تذكرة لا يحق لهم الاقتراب من الملعب، باعتبار أن المباراة ستلعب بشبابيك مغلقة.