عاشت مدينة الجسور المعلقة أمس أجواء لا يصنعها إلا فريق كبير اسمه شباب قسنطينة الذي احتفل رفقة أنصاره بالصعود إلى حظيرة أندية الكبار، وهو الاحتفال الذي سيبقى بالتأكيد راسخا في أذهان كل سكان عاصمة الشرق الجزائري الذين قضوا ليلة بيضاء شارك فيها الجميع. تحول ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة أمس بمناسبة المقابلة الختامية للموسم التي لعبها شباب قسنطينة أمام نصر حسين داي، قبلة لأنصار الفريق المحلي الذين أبوا إلا أن يشاركوا رفاق حمزة ياسف احتفالهم بالصعود إلى القسم الأول الاحترافي. أكثر من 60 ألف ''سنفورا'' حجوا أمس إلى ملعب الشهيد حملاوي في ساعات متقدمة، ليعبروا للتشكيلة المحلية عن تشكراتهم للمجهودات التي بذلتها طيلة موسم شاق كلل في الأخير بصعود مستحق. هذه الاحتفالية التي نظمها الفريق المحلي بالتنسيق مع ولاية قسنطينة وكذا مديرية الشباب والرياضة، كانت حقا في مقام الشباب الذي دخل لاعبوه أرضية الميدان قبل انطلاق المواجهة أمام النصرية بساعة من الزمن، وهو ما ألهب حناجر الأنصار الذين تغنوا كثيرا بأسماء أمام مرأى العديد من الشخصيات الرياضية وفي مقدمتهم المدرب الوطني السابق رابح سعدان وكذا رؤساء بعض الفرق من أمثال رئيس أولمبي الشلف مدوار، ورئيس شباب بلوزداد قرباج، بالإضافة إلى والي قسنطينة، بدوي، الذي نال هو الآخر نصيبه من المدح من قبل الأنصار الذين شكروه على كل ما قدمه للفريق طيلة موسم ،أثبت خلاله رفاق خالد دراحي أنهم حقا أبطال بأتم معنى الكلمة. مشرارة يسلم درع البطولة للسنافر الاحتفالية التي دامت إلى غاية ساعة مبكرة من نهار اليوم، أعطى إشارة انطلاقتها رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محمد مشرارة الذي سلم للشباب القسنطيني قبل انطلاق المباراة أمام النصرية درع البطولة للموسم الكروي 2010/2011، وهو الأمر الذي حول ملعب الشهيد حملاوي إلى قاعة أفراح مفتوحة، زينها الأنصار بالألعاب النارية التي أشعلت في كل أركان الملعب. وما زاد في الاحتفالية جمالا، هي الفرق الفلكورية التي جابت الملعب قبل، أثناء وبعد اللقاء، وهي الفرق التي تجاوب معها الأنصار الذين رقصوا على إيقاعات الزرنة. السنافر يكرمون الحارس ضيف وقام أنصار شباب قسنطينة بمبادرة حسنة، حيث قاموا بتكريم الحارس ضيف عمارة، حيث سلموه العديد من الهدايا. شباب ''واد الحد'' يتميزون الملفت للانتباه في كل هذه الاحتفالات، هو ما أقدم عليه شباب من حي عباس أو ما يعرف في قسنطينة ب''وادي الحد''، حيث اشتروا ثورا كبيرا، وقاموا بذبحه ليتم توزيع لحمه على الفقراء، في مبادرة استحسنها كثيرا سكان قسنطينة لما تحمله من عبارات التضامن، كانت ميزة عناصر شباب قسنطينة طيلة موسم كامل.