ما يحدث في وطننا يدمي القلوب ويفتت الأكباد. هل هو ذنبنا أننا نحلم بحرية حقيقية وأن نعيش ورؤوسنا مرفوعة وأن هذه الأرض وطننا وحان وقت استرداده، أم ذنب السلطة التي لم تعد قادرة على لعب دورها في توفير ذلك لمواطنيها؟ من 5 جويلية 1962 إلى 5 جانفي 2011 مرورا ب5 أكتوبر 1988 ونحن ننتظر. وفي كل مرة يطلع علينا واحد من ممثلي السلطة يطمئن: ''لن تكون هناك مفاجآت في الجزائر''. لقد قاموا باستعمال جميع الطرق القانونية وغير القانونية لمواجهة مطالب التغيير وتحجيم غضب الشارع وتحريف مساره ب''رشق'' العمال والموظفين والحرس البلدي والأطباء وأشباه الأطباء وغيرهم بأموال حاروا في تخزينها، وربما حققت بعض الإنجازات في هذا الجانب، ومع ذلك يشعرون بإلزامية التغيير الذي يظل أقوى منهم ومن وسائلهم.. بدليل تصريحات أحمد أويحيى الذي يصر على أن بلادنا المسكينة لا تعيش أزمة سياسية. إذا كان سي أحمد محقا، فلماذا تغيرون الدستور، وتغيرون قوانين الأحزاب والانتخابات والجمعيات والصحافة وتلغون القرض المستندي والتعامل بالشيك وتقننون ''الشيفون'' وتزيدون رواتب الإطارات السامية في الرئاسة والحكومة والبرلمان ب150 في المائة في سرية تامة مقابل الفتات لصالح الباقي؟ إن المتأمل لحالة الحكومة وحجم التنازلات المقدمة فوق وتحت الطاولة للقوى الداخلية ولشركات بعض الدول، فرنسا بوجه خاص، يدرك أن ثورة جديدة وجادة في الجزائر لتغيير الأوضاع، قادمة لا محالة. لقد انتهى عصر استقرار أنظمة الحكم المطلق. إن شباب الأنترنت سئم الفساد والبطالة المستشرية، ويسعى للتمتع بفضائل الحرية والرخاء الاقتصادي والتحرر من القوى التقليدية، ويريد تشكيل صورة جديدة لا تبدو مماثلة لما شهده آباؤهم من اشتراكية ممقوتة وشيوعية ملحدة وليبرالية متوحشة وإسلام متطرف. إن الجزائر تحتفل بعيد استقلالها وهي في حاجة ماسة إلى قطيعة مع الجمود السياسي عبر إشراك المواطنين في القرار والسلطة، وليس اتخاذهم أعداء ومحاصرتهم بأزمات سخيفة في السكن والأمراض المزمنة والنقل والبطالة والتعليم وفي مشاورات غامضة النتائج. وعلى المحبة نلتقي. [email protected]