الصبر عند الصدمة الأولى: عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: مرَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: ''اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي''. قالت: إليك عنّي، فإنّك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه. فقيل لها: إنّه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فأتَت باب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك. فقال: ''إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى''.. أخرجه البخاري ومسلم. الصبر على أذى قريش: عن عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائم يُصلّي عند الكعبة وجَمْعُ قريشٍ في مجالسهم، إذ قال قائل منهم: ألاَ تنظرون إلى هذا المرائي، أيُّكم يقوم إلى جزور آل فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به، ثمّ يمهله حتّى إذا سجد وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم. فلمّا سجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وضعه بين كتفيه وثبت النّبيّ ساجدًا، فضحكوا حتّى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلقٌ إلى فاطمة، وهي جويرية، فأقبلت تسعى وثبت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ساجدًا حتّى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبّهم. فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصّلاة، قال: ''اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ''. ثمّ سمَّى: ''اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ''. قال عبد الله: فوالله لقد رأيتُهم صرعى يوم بدر، ثمّ سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''وَأُتْبِعَ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً''.. أخرجه البخاري ومسلم.