دعا نشطاء المعارضة السورية، يوم أمس الخميس، السوريين إلى التظاهر في كل المدن السورية اليوم الجمعة، وإلى شن إضراب شامل يوم غد السبت، وقد اختار هؤلاء المعارضون ''جمعة أحفاد خالد'' شعارا لتحركات اليوم. وقبل هذا، غطت العمليات العسكرية التي شنتها وحدات الجيش السوري، يوم أمس الخميس، ضد المنتفضين بمدينة حمص، على غيرها من الأحداث التي عاشتها العديد من المدن السورية الأخرى. وحسب الروايات المنقولة عن شهود عيان، فإن دبابات الجيش بدأت، منذ فجر أمس، في التمركز بساحة باب الدريب وبدأت بقصف مدفعي على المنازل الواقعة بحي باب السباع وأحياء أخرى. وقد فسر عدد من المراقبين هذا التصعيد بأنه محاولة من السلطة للتغطية على الإضراب العام الذي دعت إليه المعارضة، وحسب ذات المصادر، فقد عاشت أحياء أخرى نفس الأجواء، ومنها العدوية والمريجة والفاخورة والقصور، التي تعرضت بدورها لقصف مكثف، رافقته حملة اعتقالات واسعة ضد كل من تعتقد السلطة أنه ناشط في الحركة الاحتجاجية. وأظهر الناشطون على مواقع ''الفايسبوك'' منازل بلدة تل كلخ التابعة لذات المحافظة وقد تعرضت للتخريب على يد عناصر الأمن ومليشيات الشبيحة. بموازاة هذه الأجواء، استمرت المظاهرات الليلية المطالبة بإسقاط النظام في كل من دمشق وريفها ودير الزور ومدينة البوكامل التي رفض سكانها تسليم العسكريين المنشقين عن الجيش والملتحقين بصفوف المنتفضين في وقت سابق من الأسبوع المنصرم مقابل رفع الحصار عنها، لكن بالمقابل اتفق وجهاء المدينة مع قادة عسكريين على إعادة قطع الأسلحة التي نهبت من مخفر للشرطة في أوقات سابقة من قبل محتجين، وإنهاء كل مظاهر ''العسكرة'' مقابل عدم دخول الجيش إلى المدينة. سياسيا حذر وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، السفيرين الأمريكي والفرنسي روبرت فورد وإريك شوفاليي من مغبة تنقل موظفي السفارتين إلى أي من المدن السورية خارج دمشق، وقال معلقا على زيارة السفيرين المذكورين إلى مدينة حماة، مطلع هذا الشهر، أنهما لم يطردا من البلاد، ثم أضاف، وهو يحاضر بجامعة دمشق، إنه على البلدين يقصد أمريكا وفرنسا إعادة النظر في سياستيهما تجاه سوريا، لكن إذا استمرا في موقفيهما، فإن بلاده ستتخذ إجراء لمنع سفيريهما من التحرك لأكثر من 25 كيلومترا خارج دمشق. وعن العلاقات مع دولة قطر أكد المعلم بأن السفير القطري غادر دمشق بالفعل، لكنه قال إن بلاده تتطلع لعلاقات طيبة مع قطر، دون أن يوضح ما حصل بالفعل. وقد جاء تصريح وزير الخارجية السوري هذا، بعد نشر وكالة الأنباء الفرنسية خبرا جاء فيه أن سوريا اعتذرت في رسالة رسمية للخارجية القطرية عما حصل من مهاجمة لسفارتها بدمشق وما ترتب عن ذلك من سحب للسفير وغلق للسفارة.