لن أكون لا وزيرا للأوقاف ولا رئيسا للجمهورية دعا الشيخ صفوت حجازي، الملقب ب''الشيخ الثائر''، إلى ترك المجلس العسكري يعمل على تحقيق مطالب الثورة، ردا على الدعوة للخروج في مليونية أخرى يوم الجمعة القادمة تحت عنوان ''الدفاع عن الدولة المدنية ''. وقال الشيخ حجازي في تصريح ل''الخبر''، وهو بمثابة نداء أطلقه الداعية للثوار الحقيقيين على اختلاف انتماءاتهم الإيديولوجية، ''وحدوا صفوفكم لأجل النهوض بالبلاد من كبوتها الإقتصادية. وباقي مطالب الثورة سيعمل المجلس العسكري على تحقيقها''. وردا على ما يشهده ميدان التحرير من مظاهرات، قال الداعية الإسلامي ''إن الإنقلاب على المجلس العسكري نكران للجميل، لأنه حمى ثورة الشعب المصري بدليل ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن من إجهاض لثوراتهم على يد جيوشهم الواقفة إلى جانب أنظمتهم الباطشة''. حجازي الذي رجع إلى ميدان التحرير للمشاركة في مظاهرات الجمعة الماضي، بعد طرده منه منذ أيام، رفض دعوات العصيان المدني التي أطلقتها بعض القوى السياسية، وقال: ''العصيان المدني لم ندخل فيه ضد حسني مبارك، لكن التظاهرات والاعتصامات دون تعطيل مصالح الناس حق مشروع لكل مواطن''. ويصف صفوت حجازي محاكمة مبارك ب''التاريخية''، وبأنها محاكمة حلال، وأن دخوله للقاعة ممددا على السرير لم يشفع له لما فعله مع الثوار والشهداء في ميدان التحرير، وما فعله بالشعب المصري على مدار 30 عاما''. ورغم إقرار حجازي بوجود قصور وتباطؤ في أداء المجلس العسكري حيال ضرورة الإسراع في محاكمة قتلة الثوار واستعادة الأموال المسروقة بالخارج، إلا أنه يرى في دعوات عزل المجلس العسكري ''إهانة للمؤسسة العسكرية، لأن الجيش لا يعزل أبداً، ولا يجب كسره حتى لا تدخل البلاد في فوضى''. تواجد حجازي وخطبه الحماسية دائماً في الميدان، والتي بدأت مع أولى مليونيات التحرير 4 فيفري، جعلته ملماً بخبايا الميدان حيث قال: ''وضع الميدان قبل تنحي الرئيس مبارك 11فيفري، يختلف عن الوقت الحالي، من حيث أخلاق الميدان، بل الأدهى أن هناك منصات للحزب الوطني تابعة لأعضاء سابقين في مجلس الشعب تهتف بسقوط رموز الثورة والمشير طنطاوي''. ويرفض الداعية صفوت حجازى الاعتراف بما يسمى ب''الوثيقة الحامية'' لاختيار أعضاء لجنة وضع الدستور، معتبراً ذلك ''محاولة جديدة للوصاية على الشعب وتقييد إرادته''، مطالباً بأن يترك اختيار اللجنة لنواب الشعب الذين سيتم اختيارهم في انتخابات حرة ونزيهة. لكن حجازى يؤكد بالقول ''حققنا الكثير من مطالب الثورة، فقد قمنا بحل الحزب الوطني، وحبسنا رئيساً ونظاماً بأكمله داخل السجون، لذا فلابد من التقليل من المظاهرات المليونية دون خارطة طريق واضحة في الأيام المقبلة، فمظاهرات 8 جويلية التي كانت أهدافها واضحة أدت إلى تغيير وزاري وتطهير الداخلية من أذناب حبيب العادلي''. وجدد حجازي الذى التقى رئيس مجلس الوزراء، عصام شرف، مؤخرا الثقة فيه ''لأنه رجل وطني من طراز رفيع آت من قلب التحرير، لكن حكومته كان عيبها أن نصفها جاء من ميدان مصطفى محمود، وستة أشهر غير كافية للحكم على أداء على حكومته''. ونفى حجازي ''قبوله بمنصب وزير للأوقاف، لأنه لن يكون وزيراً ولا رئيساً للجمهورية، ولن يكون موظفاً بالدولة، بل دوره مقتصر على كونه داعية إسلاميا يعلّم الناس الخير فحسب''. وحول موقفه من مرشحي الرئاسة، قال حجازي ''إن رئيس الجمهورية لم يظهر بعد، لأن مصر تستحق أن يحكمها أفضل رجل بالعالم، ولابد لرئيسها أن يكون رؤوفا رحيماً، لا يخشى سوى الله، وتربى على أرضها، وليس لديه صلة بالنظام السابق''. ويرى حجازي أن ''تنافس المرشحين الإسلاميين وعدم تنازلهم لبعضهم البعض صراع حضاري''. وحول دور الأزهر الشريف في الثورة قال المتحدث ''يجب أن نفرق بين دور مؤسسة الأزهر والأفراد الذين ينتمون إليه، فالأزهر الشريف كان أحد معوقات نجاح الثورة، ولكن رجال الأزهر كانوا ملء السمع والبصر بميدان التحرير، لذلك نطالب بتغيير شامل بمؤسسة الأزهر في كل شيء وليس المباني''.