دعا نشطاء مصريون على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى تنظيم مظاهرة مليونية اليوم الثلاثاء بميدان التحرير، وذلك احتجاجا على تباطؤ إجراءات المجلس العسكري الذي يحكم البلاد بالنظر إلى عدم إلغائه قانون الطوارئ وعدم إقالة حكومة أحمد شفيق التي عيّنها الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقال النشطاء إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتجاهل المطالب المتكررة للثورة والخاصة بتعجيل إجراءات نقل السلطة لحكم مدني، وإطلاق سراح معتقلي الثورة وإلغاء قانون الطوارئ وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب والاجتماعات العامة، وكانت تصريحات رسمية بإبقاء حالة الطوارئ خلال الفترة الانتقالية المحددة بستة أشهر، وأخرى عن عدم وجود معتقلين من شباب الثورة، إضافة إلى رفض إدراج اسم مبارك وعائلته ضمن قائمة المطلوب البحث في ثرواتهم والتحقيق معهم، قد غذت مشاعر الخوف المتنامي لدى البعض من اتجاه الجيش لامتصاص الثورة والالتفاف على مكاسبها.وقال جورج إسحاق القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها محمد البرادعي، إن تباطؤ القوات المسلحة في تحقيق المطالب الشعبية والإصرار على استمرار حكومة أحمد شفيق، يخلق مناخا لموجة احتجاجات جديدة خاصة مع توالي التقاريرعن ثورة مضادة يديرها مبارك من منتجع شرم الشيخ بمعاونة قيادات الحزب "المختفية" التي تربطهم علاقات قوية بجهاز أمن الدولة، ورغم التحفظ المبدئي على خروج مظاهرة مليونية اليوم وتفضيله أن تكون يوم الجمعة من كل أسبوع، أكد إسحاق أنه لا يستطيع أن يرفض خروج المظاهرات في أي موعد ما دامت الحالة الضبابية تسيطر على مستقبل في مصر. ومن جهته حذّر الكاتب محمد حسنين هيكل من "ثورة مضادة" على ثورة 25 جانفي يجري إدارتها من منتجع شرم الشيخ حيث يوجد مبارك والدائرة المقربة منه، وقال أن مبارك لا تزال لديه اتصالات مع بعض الموجودين بالسلطة الآن في مصر و أنه حوّل شرم الشيخ إلى مركز للثورة المضادة، وإثر تلك التصريحات أطلق ناشطون صفحة خاصة على موقع فيسبوك بعنوان "حشد مليون مصري عشان رحيل مبارك من شرم الشيخ" دعوا خلالها للمشاركة في مظاهرة مليونية اليوم الثلاثاء لوقف ما أسموها "مهزلة إدارة مبارك للدولة من شرم الشيخ".وتزامن ذلك مع إطلاق صفحات أخرى تدعو إلى العودة لتنظيم مظاهرات مليونية ثلاث مرات في الأسبوع لتذكير الجيش بأن الشعب مصرّعلى تحقيقه كافة المطالب التي قامت الثورة بسببها، مشككين في جدية التحول خلال الفترة الانتقالية في ظل الأجواء السياسية والأمنية السائدة، وعلى صفحة "الثورة لم تنته بعد" قال ناشطون أن الثورة لم يكن هدفها إسقاط رأس النظام فقط ولكن إسقاط النظام بالكامل وإسقاط كل رموز الفساد وتحقيق مطالب الشعب المشروعة. ومن جانبها دعت حركة "6 أبريل" للتظاهر اليوم لتنفيذ مطالب الثوار التي حددتها في إقالة الحكومة الحالية، وإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن كافة المعتقلين، مع تشكيل مجلس رئاسي يضم مدنيين وقضاة مشهود لهم بالنزاهة، وحل الحزب الوطني وجهاز أمن الدولة، واستعادة كافة أموال مصر المنهوبة مع محاسبة كافة الرموز الإعلامية التي ساهمت في التحريض لقتل المتظاهرين .