نظّم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم الجيش وردّ صغار السن، وجعل صفوف الجيش تواجه المدينة وظهورها إلى أحد، وجعل خمسين من الرماة بقيادة عبد الله بن جبير فوق جبل ''عينين'' المقابل لأحد، لحماية المسلمين من الخلف، وقال لهم: لو رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا مكانكم'' رواه البخاري. وتقدّم جيش قريش وهو يواجه أحد وظهره إلى المدينة، واشتد القتال بين الجيشين وتراجع المشركون أمام بطولة المسلمين الذين شقّوا هام المشركين، واستشهد الأبطال: أبو دجانة، وحمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير رضي الله عنهم، ورأى الرماة انتصار المسلمين فتركوا مواقعهم يطلبون الغنيمة ظناً منهم أن المعركة حسمت لصالح المسلمين. وهنا بدأ التّحوّل من النّصر إلى الهزيمة، فقد التف خالد بن الوليد على رأس خيالة المشركين بجيش المسلمين من الخلف وطوّق المشركون المسلمين، وأخذ المسلمون يتساقطون شهداء، وشاع بينهم أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد قُتِل فتفرّق المسلمون، وبقي حوله سبعة من الأنصار، فاستشهد السبعة وبقي طلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص يدافعان عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وقد أصيب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في هذه المعركة فكسرت رباعيته، وشجّ في وجهه حتّى سال الدم منه.