خيمت، أمس، أجواء من الحزن والأسى على كل أرجاء قرية البير بمعاتقة في تيزي وزو، بمناسبة تنظيم مراسم دفن المواطنين الثلاثة الذين اغتالتهم أيادي الإرهابيين، ليلة الخميس إلى الجمعة، قرب تجمع سكني بقرية البير التي تعاني من العزلة والتهميش. وشارك مئات من المواطنين من أهالي قرية البير ومن القرى المجاورة لها، ظهر أمس، في مواكب جنائزية مهيبة بحيث هرعوا من جل أركان منطقة معاتقة لحضور جنازة الأشخاص المغتالين، وتهافتوا من أجل إلقاء نظرة الوداع على هؤلاء الضحايا الذين دفنوا بمقابر مختلفة بنفس القرية، وآخر جنازة تمت في حدود الساعة الواحدة زوالا بحيث كان القتيل كريم إسعوان والبالغ من العمر 28 سنة، آخر من ووريت جثته الثرى بمقبرة قرية البير، وكان أول من اغتالته رصاصات الإرهابيين، بعدما حاول مطاردتهم بسبب محاولة ختطاف ابن عمه الشاب إبراهيم ساعات قبل وقوع الجريمة. الضحايا حاولوا إقناع الخاطفين بتحرير الرهينة قبل أن يلقوا حتفهم ذكر شقيق الشاب المغتال كريم ل''الخبر'' أن أخاه كان بمقهى القرية لحظة اختطاف ابن عمه إبراهيم إسعوان البالغ من العمر 24 سنة، بحيث اعترضت مجموعة إرهابية متكونة من 4 إلى 6 أفراد بحوزتهم أسلحة رشاشة من الكلاشنيكوف، سبيله على نحو أربعة أمتار من بيته العائلي، ومنحوا لشقيقه الأكبر شعبان مهلة ساعة لدفع مبلغ 200 مليون سنتيم كفدية نظير إخلاء سبيل إبراهيم المختطف. وبعدها قام الضحية المدعو رابح سليفي، ذو 47 عاما، بإخطار سكان القرية عن طريق إطلاقه صوت الجرس الذي تم تشغيله على مستوى القرية، للتحذير بوجود عناصر إرهابية التي اعتادت على زيارة قرية البير للمطالبة بالفدية بحيث دفع السكان الفدية مرتين قبل أن يقرروا وضع حد لهذه التجاوزات. وأضاف محدثنا أن الاشتباك وقع في حدود منتصف الليل، عندما توجه شقيقه كريم رفقة الشاب مراد الذي تعرض لإصابة، إلى منزل المختطف، وكانا يهمان للالتحاق بالضحية الآخر رابح سليفي الذي كانت بحوزته بندقية صيد، وتوجه بالسيارة إلى مكان وجود الإرهابيين الذين تحصنوا بقرب منزل عائلة الشاب المختطف، وكانوا جالسين تحت شجرة التين، في انتظار شقيقه شعبان الذي كان يفترض أن يعود محملا معه المبلغ المالي المطلوب. وسرعان ما لاحظ الإرهابيون أشخاصا يتوجهون إليهم قاموا برمي الرصاص صوبهم، وأصابت الرصاصات الأولى الضحية كريم على مستوى الرأس ثم اغتيل المختطف إبراهيم بوحشية، بعد أن تعرض لعدة طلقات نارية إثر محاولته الإفلات من قبضتهم، ليأتي الدور على الضحية رابح سليفي الذي تلقى رصاصة في الصدر وخرجت من ظهره بحيث لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في طريقه نحو عيادة ذراع بن خدة. عناصر الجيش وأفراد الدرك لم يلتحقوا بموقع الجريمة إلا بعد ساعة كاملة على وقوعها تأخر أفراد الجيش والدرك الوطني عن الالتحاق بمكان الأحداث (ساعة من اغتيال المواطنين الثلاثة) أعطى الفرصة للجماعة الإرهابية التي كانت عناصرها مكشوفة الوجوه، للهروب من المنطقة دون أن يتم العثور على آثارهم بحيث تمكنوا من الفرار وسط الظلام الدامس المخيم على القرية التي تتميز بغطاء نباتي كثيف. الوالي والمنتخبون المحليون يواسون عائلات المغتالين تنقل والي تيزي وزو عبد القادر بوعزقي رفقة عدد من المنتخبين المحليين وبرلمانيين، إلى قرية البير لحضور مراسم دفن الأشخاص المغتالين، بحيث قدموا تعازيهم لعائلات الضحايا كما توعد الوالي بملاحقة مقترفي الجريمة ومعاقبتهم. وتجدر الإشارة إلى أن الشخصين المصابين في العملية نفسها قد غادرا المستشفى بعد تلقيهما للعلاج اللازم.