يؤكد أصحاب محلات صناعة الحلويات التقليدية ''الزلابية'' بفالمة، بأن منطقتهم استوعبت عددا من الكيفيات أدخلها ''التوانسة'' في بداية القرن الماضي، ثم توسعت القائمة لتشمل اليوم أنواعا شرقية أخرى، خاصة ''حلوى الشامية''، مع بقاء اللمسة الجزائرية حاضرة من خلال خبرة العاملين الممتدة عبر عقود من الزمن. يقوم السيد سلطاني أحمد الصالح، الكائن محله بنهج أول نوفمبر بمدينة فالمة، بالمزاوجة بين أنواع شتى من الحلويات التقليدية ذات الوجهة التونسية والسورية. وخلال زيارتنا لمحله، قال لنا إنه أخذ ''الصنعة'' عن تونسي يسمى ''تيس بلقاسم''، باعتبار ''التوانسة'' هم من أدخلوا هذا النوع من الحلويات لولاية فالمة، وذلك في حدود عام .1938 وقال لنا إنه في البداية تعلم صناعة أربعة أنواع من ''الزلابية'' ذات اللون الأحمر، الأصفر، المفارق أو ما يعرف بصبيعات لعروسة، وذات الشكل البيضوي. ويضيف السيد سلطاني أن خبرته توسعت إلى صناعة أنواع أخرى زيادة على الحلويات التونسية، حيث تعلم كيفيات أخرى مقتبسة عن صناع من المشرق، خاصة ''الحلويات الشامية''، على غرار ''القراطيس، السيفار، البلح السوري''. ويقول إنه ''يعود الفضل للتلفزيون في التعرف على هذه الأنواع، التي تبقى معتمدة على خبرتنا المحلية''. ومن جهته، قال السيد شوقي العايب، الذي يوجد محله بشارع عثمان مدور وسط المدينة: ''أخذت الصنعة عن تونسيين، وعملت قبل اليوم في ولايات مختلفة، منها تبسة، باعتبارها حدودية لتونس، وأخذت عنهم كيفيات لأنواع مختلفة، منها قراطيس الكاكاو، قرن الغزال، المقروض، والمقرقشات. وبالنسبة لشهر رمضان، فهناك أنواع جديدة سأقوم بتحضيرها، منها مقروض القيروان، الشامية، الزبدة واللوز، وأيضا لقمة القاضي، وكلها تيمنا بالشهر الكريم''. وتبقى أسعار هذه الحلويات التي حدد لها سقف 180 دينار للزلابية، بنوعيها الأحمر والأصفر، مرتبطة بمدى استقرار أسعار المواد الداخلة في تحضيرها.