غموض حول مكان تواجد رئيس الوزراء الليبي في جربة يشهد معبر راس جدير الحدودي بين تونس وليبيا حالة استنفار أمني كبير على الجانبين، فمن الجهة الليبية من المعبر لا تزال قوات القذافي تسيطر على مقاليد الأمور، وسط أنباء عن زحف للمعارضة المسلحة نحو المعبر، أما من جهة تونس فهناك تعزيزات عسكرية وأمنية في المعبر خوفا من تدهور الوضع الأمني لاحقا عند وصول المواجهات بين قوات القذافي والمعارضة. حسب شهادة مراسلة قناة ''دويتشه فيلله'' في تونس مبروكة خذير، ل''الخبر'' فإن الأوضاع الأمنية مستقرة على الجانب التونسي من معبر راس جدير، سوى أن هناك تعزيزات أمنية مشددة، خوفا من انفلات الأمور في ظل تسارع الأحداث في اليومين الماضيين، وانقلاب الموازين بشكل أكبر لصالح المعارضة. وقالت مبروكة خذير إن ''هدوء يسود المعبر، والبوابة مغلقة من الجانبين، وهناك حركة خفيفة جدا على المعبر، لكن هناك حالة ترقب شديدة في صفوف قوات الجيش والأمن التونسيين، والخوف ناتج من الأخبار التي تتحدث عن مواجهات بين قوات القذافي والمعارضة على بعد 45 كيلومترا من المعبر داخل التراب الليبي''. وبالنسبة للمتحدثة، فإن ''مصير معبر رأس جدير من الجهة الليبية مرتبط بما يجري في العاصمة طرابلس، فإذا سيطرت المعارضة عليها بشكل كامل سيتم تسليم المعبر بدون دماء، أما إذا صمدت قوات القذافي، فهنا لا محالة ستحدث المواجهة قريبا على المعبر، وهو ما تتخوف منه السلطات التونسية''. وسجلت مبروكة في حديثها ل''الخبر'' أن ''راس جدير يوجد منذ أشهر بأيدي قوات القذافي، ولم يسقط يوما في أيدي المعارضة المسلحة، عكس معبر الذهيبة الذي تسيطر عليه المعارضة''. وعلى الصعيد الإنساني، تبدو الأوضاع في مخيمات اللاجئين هادئة، مع تسجيل تناقص ملحوظ في أعدادهم مقارنة بالأيام الأولى للأزمة في ليبيا. وسجلت الإعلامية مبروكة خذير أن أغلب من تبقى في المخيمات هم أفارقة. وبشأن الأوضاع في معبر الذهيبة الحدودي الذي تسيطر عليه المعارضة، أعربت عائلات تونسية عن خوفها من دخول البلاد عقب ظهور سيف الإسلام القذافي، لكن حركة المرور بهذا المعبر لم تتوقف مقارنة براس جدير. وفي الداخل التونسي، وتحديدا في مدينتي مدنين وبن قردان، تعيش هاتان المدينتان على أجواء الحرب في ليبيا، فقد خرج عشرات الأشخاص في الساعات الأولى لنهار الثلاثاء بمدينة بن قردان احتفالا بظهور سيف الإسلام القذافي مجددا عبر شاشات التلفزيون. ولاحظت مبروكة خذير في بن قردان المرتبطة اقتصاديا بشكل كبير بليبيا، كونها منطقة حدودية ومركزا للتهريب، وجود انقسام بين المواطنين التونسيين، بين أنصار للزعيم القذافي وبين معارضين له. أما بخصوص الوضع في جزيرة جربة التونسية، فقد منعت السلطات التونسية الصحفيين من الاقتراب من فندق ''بارك إن'' الذي قيل إن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي لجأ إليه. ووسط غموض كبير حول مكانه، أعلن صاحب الفندق، في تصريح صحفي، رفضه استقبال أي مسؤول ليبي في هذا الظرف، نافيا وجود البغدادي عنده.