القذافي يقول إنه انسحب تكتيكيا من مقر إقامته لليوم الثاني على التوالي تتواصل المعارك العنيفة في العاصمة طرابلس، وتعرض باب العزيزية الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة منذ أول أمس، لقصف بالقذائف من قبل قوات موالية للقذافي. وبينما أطل العقيد في تسجيل صوتي جديد يؤكد أن خروجه من باب العزيزية كان ''تكتيكا عسكريا''، كشف مسؤول من حلف الناتو لشبكة ''سي أن أن'' الأمريكية عن وجود قوات خاصة من كل من بريطانيا وفرنسا والأردن وقطر موجودة على الأرض في ليبيا، وأجرت عمليات في طرابلس والمدن الأخرى لمساعدة قوات المعارضة. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحلف عن وجود قوات أجنبية برية على الأرض في ليبيا، والتي قال إن ''القوات البريطانية، على وجه الخصوص، ساعدت وحدات المقاتلين في تنظيم أنفسهم بشكل أفضل للقيام بعمليات، بينما ساعدت القوات القطرية والفرنسية في عملية التسلح''. وحسب مسؤول الناتو فقد تنقل أفراد في هذه القوات الدولية مع وحدات المقاتلين عبر المدن في مختلف أنحاء ليبيا وأثناء تقدم المعارضة إلى طرابلس. وأضاف أن تلك القوات ''وفرت أيضا معلومات للطائرات الحربية التي تجري غارات جوية وتقوم بمهمات استطلاعية في طرابلس''. وتابع ''لقد كان لهذا أهمية خاصة في الأيام الأخيرة في العاصمة، بعدما تجمع المقاتلون باتجاه طرابلس.. لقد ساعدت القوات الثوار في مجال الاتصالات قبل أن تشن الهجوم على العاصمة''. قبل هذا، وبعد يوم من ظهور نجله سيف الإسلام، خرج القذافي أمس عبر إذاعة محلية وفي بث مشترك مع قناة ''العروبة'' وقناة ''الرأي''، التي تبث من سوريا، ليؤكد صموده في العاصمة طرابلس. وقال القذافي إن باب العزيزية أصبح ''طوباً وحجارة'' بعد أن تعرض إلى 64 غارة جوية، بينما أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، من مكان مجهول لقناة ''الرأي'' أيضا أن الموقف العسكري والميداني قوي جداً. وقال إبراهيم إن المتطوعين ما زالوا يصلون طرابلس، مشيراً إلى أن 6500 متطوع وصلوها، متعهدا بتحويل حياة ''هؤلاء المتمردين إلى جحيم لا يطاق''، مضيفاً بقوله ''سنحول ليبيا إلى جحيم للصليبيين''. وتحدث موسى عن إلقاء القبض على أربعة قطريين وإماراتي واحد برتب عالية مع فريق أجنبي يوفر لهم الدعم اللوجستي، وذلك في ضواحي طرابلس. وبعد ثلاثة أيام، تمكن الصحفيون من مغادرة فندق ريكسوس باتجاه فندق كورانتيا بالعاصمة طرابلس، بعدما تعرض الفندق الأول لإطلاق نار عشوائي، وإلى قطع الكهرباء والماء عنه. ميدانيا دائما، أعلن قيادي في قوات المعارضة، أمس، أن مفاوضات مع شيوخ قبائل مدينة سرت، مسقط رأس العقيد معمر القذافي، لدخول المعارضة المسلحة إلى المدينة دون قتال ''تتعثر''. وأرجع أحمد باني، المتحدث باسم الجناح العسكري للمعارضة، ''تعثر'' المفاوضات إلى ''تعنت قلة من حاملي السلاح'' وشدد على إصرار المقاتلين على ''تحرير'' سرت معقل قبيلة القذاذفة. فيما تشهد مدينة سبها معارك ضارية بين المعارضة المسلحة والقوات الموالية للقذافي. وسياسيا، أعلنت الحكومة اللبنانية اعترافها بالمجلس الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، وقررت الاتصال بالجهات ''المختصة والناشئة في ليبيا'' من أجل كشف مصير الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر الذي اختفى قبل 33 عاما في طرابلس. اقتصاديا، قالت شركات خدمات نفط عالمية أنه ''يمكن استئناف قدر محدود من إنتاج النفط الليبي سريعا بشكل نسبي، إذ يبدو أن معظم الحقول لم تتضرر خلال الحرب، لكن الكثير منها مازال ينتظر مزيدا من الاستقرار قبل إرسال موظفين مجددا''.