استيقظ الليبيون أمس على مشاهد جثث مرمية في الشارع في اليوم الثالث للقتال العنيف الدائر في العاصمة طرابلس وعدد من المدن الأخرى، في الوقت الذي دعا معمر القذافي، في ثالث رسالة صوتية، الجماهير التي زحفت بالملايين لتأييده سابقا إلى تحرير طرابلس ممن وصفهم بالخونة والجرذان. أوردت مجلة ''باري ماتش'' الفرنسية بأن قوات خاصة ليبية تقاتل القذافي اقتربت من إلقاء القبض عليه أول أمس الأربعاء حين داهمت منزلا في طرابلس كان مختبئا بداخله فيما يبدو. ورد القذافي برسالة صوتية دعا فيها الجماهير إلى تحرير طرابلس ممن وصفهم بالخونة والجرذان. كما دعا أئمة المساجد إلى تحريض الشباب على قتال معارضيه قائلا: ''لا تتركوا الجرذان يسلمون طرابلس للاستعمار''، واصفا الناتو بالعدو الوهن. وجدد القذافي دعوته لكل القبائل للاحتشاد من أجل تحرير طرابلس وطرد من وصفهم بالعملاء الأجانب من البلاد. وكرر العقيد أقواله السابقة، حيث قال لأنصاره: ''قاتلوا الخونة والمتمردين من زنفة إلى زنفة''، وقال إن على الأطفال والنساء أن يشاركوا في هذه الحرب. وبينما بثت محطات تلفزيونية مشاهد لجثث ليبيين قتلوا في المواجهات إلى جانب اكتشاف جثث ل30 رجلا من قوات القذافي، قالت عاملة بريطانية تسمى كيرستي كامبل من الفيلق الطبي الدولي لرويترز في القطاع الطبي أمس أن مستشفى في طرابلس استقبل 17 جثة لمدنيين يعتقد بأن قوات القذافي أعدمتهم في مجمع باب العزيزية في الأيام القليلة الماضية. ميدانيا، تدور مواجهات عنيفة في حي بوسليم بوسط العاصمة طرابلس حيث تتجمع قوات للقذافي، في وقت بدأت قوات المعارضة أمس في تطهير الشوارع من الموالين له. وفي أقصى الغرب، توفي بحار تونسي من مدينة جرجيس بطلق ناري في عرض ساحل منطقة الكتف في بن قردان إثر اشتباك بين قوات المعارضة وعناصر من قوات القذافي كانوا يحاولون الفرار على متن زورق مطاطي في اتجاه المياه التونسية. سياسيا، دعا أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد القذافي، عبر قناة ''العربية'' لوقف إراقة الدماء في ليبيا، مؤكدا أنه أخذ موقفاً محايداً منذ بداية الأحداث، وبقي على مسافة بين المعارضة والنظام. ودعا قذاف الدم طرهونة وبني وليد وسبها وسرت والجفرة إلى الاستجابة لنداءات المجلس الوطني بالجلوس معاً على طاولة واحدة من أجل حقن الدماء التي تسيل في ليبيا. وفي ميلانو الإيطالية، حذر محمود جبريل رئيس اللجنة التنفيذية في المجلس الانتقالي الليبي، أمس بعد جولة أوروبية قادته إلى باريس أيضا، من زعزعة استقرار البلاد دون الحصول على المساعدة المالية العاجلة من الغرب لإعادة الخدمات ودفع الرواتب الحكومية للموظفين الذين لم يتلقوا أجورهم منذ شهور بحسبه. ودعا من جهته وزير الخارجية التركي داوود أوغلو الأممالمتحدة لأن تتخذ خطوات ''عاجلة'' للإفراج عن الأرصدة الليبية المجمدة. وبموازاة ذلك، أعلن سفير ليبيا في الإمارات عارف النايض أن المجلس الانتقالي الليبي يتوقع الحصول على مساعدة من الأممالمتحدة في إعادة بناء الجيش والشرطة، لكنه لن يطلب نشر قوات أجنبية على الأرض.