كشف البروفيسور تاج الدين عبد العزيز، أمس، بأن البرنامج الذي يمنع تنقل فيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا) من المرأة الحامل إلى جنينها سيُشرع هذه الأيام في تجسيده في ثلاث ولايات أخرى، هي تيارت وسيدي بلعباس ومعسكر، بعد النجاح الذي تكللت به التجربة العلاجية في وهران، في انتظار تعميم العملية لتشمل جميع النساء الحوامل الحاملات لهذا الفيروس بكامل ولايات الوطن. طالب ذات المتحدث، الذي يترأس جمعية الحماية ضد السيدا، السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات بضرورة تقديم الدعم اللازم للبرنامج العلاجي، خاصة فيما يتعلق بمجال توفير الأدوية التي يتم استعمالها أثناء فترة الحمل والتي تعتبر في مجملها أدوية استشفائية. مضيفا بأن هذا البرنامج العلاجي انطلق خلال شهر مارس الماضي، وسيستمر لمدة 18 شهرا كاملا، باعتبار أنه بالموازاة مع التدابير العلاجية سيتم تكوين الفرق الطبية خاصة القابلات، وذلك من أجل تسهيل التكفل بالمصابات وضمان نتائج مرضية في نهاية المطاف، لاسيما أن التطلعات تهدف إلى علاج أكثر من مائة امرأة حامل مصابة بالفيروس في كل ولاية من الولايات الثلاث المذكورة. وحسب ذات المتحدث، فإن نسبة نجاح التجربة العلاجية التي تم تجسيدها لأول مرة في المؤسسات الصحية بوهران، بلغت مائة في المائة، باعتبار أن كل الأطفال الذين خضعت أمهاتهم الحاملات للفيروس للمتابعة الطبية الدقيقة ولدوا بصحة جيدة دون أن يتعدى إليهم الفيروس، مضيفا بأن متابعة الأطفال تمتد لمدة شهرين فقط بالنسبة للحوامل اللواتي يتم اكتشاف إصابتهن في بداية فترة الحمل، في حين تطول هذه المدة نسبيا بالنسبة للحوامل اللواتي يتم إخضاعهن للعلاج أثناء فترة الحمل أو في مراحلها النهائية. وفي هذا السياق، وجّه الأستاذ تاج الدين النداء إلى كل النساء الحوامل من أجل إجراء الكشف المبكر من أجل تعزيز فرص نجاح العلاج، خاصة مع الانتشار المتواصل والسريع لهذا الداء، مضيفا بأن الفرق الطبية التي تُشرف على العملية تحرص على تشخيص علاقة التكفل بالمريض، ''باعتبار أن مجتمعنا لا يزال ينظر إلى هذا المرض بنظرة تختلف عن باقي الأمراض الأخرى، ما يعقد نسبيا فرص التكفل بالمصابات''. وعلى صعيد آخر، كشف نفس المتحدث عن ملتقى دولي كبير ستحتضنه ولاية وهران، شهر نوفمبر المقبل، حول الأمراض المتنقلة عن طريق الجنس ومستوى التكفل الصحي من المقرر أن تكون له نتائج جد إيجابية تنعكس على البرنامج العلاجي الجاري بفعل تبادل الخبرات وآخر طرق العلاج، حيث من المقرر أن يشارك في هذا الملتقى أساتذة مختصون من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبلجيكا وتونس والمغرب وغيرها.