حالة وفاة واحدة لشيخ طاعن في السن بسبب المرض كشف مصدر دبلوماسي جزائري ل''الخبر'' من العاصمة الليبية طرابلس أن ''الجزائريين المقيمين في طرابلس خصوصا وفي ليبيا يعيشون في أمان''، عكس ما أشيع عن عمليات انتقام طالت أفراد الجالية الجزائريةبطرابلس ومدن أخرى عقب سقوط نظام القذافي، وحسب المسؤول الدبلوماسي الذي رفض الكشف عن اسمه، فقد ''تجاوز أفراد الجالية الجزائرية الصدمة النفسية الأولى عشية سقوط العاصمة، وسبب الصدمة كان إشاعات عن أعمال انتقام ستطال الجزائريين''. وأكد المتحدث في تصريحاته بأنه ''لم نسجل أي شكوى من جزائريين تخص تعرضهم للاعتداء أو شيء من هذا القبيل''. واعترف المتحدث أن ''الأجواء عشية سقوط طرابلس كانت مخيفة بعض الشيء، الأمر الذي دفع جميع من في العاصمة وليس الجزائريين فقط إلى أن يلزموا منازلهم، لكنهم في وقت لاحق استرجعوا أنفاسهم وها هم يعيشون حياتهم بشكل عادي''. وسألت ''الخبر'' المسؤول الدبلوماسي عن أحوال السفارة الجزائريةبطرابلس عن حادثة الاعتداء التي تعرضت لها من قبل بعض الغاضبين على موقف الجزائر مما يجري في ليبيا، فأوضح بالقول ''ما حدث لمقر السفارة كان حادثا معزولا وتمت معالجته في حينه، أما الآن فأفراد الجالية يقصدون القنصلية لتسوية بعض الوثائق بشكل عادي وبدون مشاكل، نحن نعمل بشكل عادي، أؤكد لكم ذلك، لو كان هناك مشكل يستحق إثارته سواء يخص السفارة أو الجالية لكنا بلغنا عنه، إذن لا داعي لتهويل الأمور''. وسجل المتحدث ''حالة وفاة واحدة وقعت في الأيام الماضية وهي تخص مواطنا جزائريا كبيرا في السن توفي نتيجة مضاعفات صحية، حاولت عائلته ترحيله إلى تونس للعلاج، لكنه توفي قبل ذلك ودفن في ليبيا''. وأوضح المصدر بخصوص من يريد الخروج من طرابلس أن ''سيارات نقل المسافرين متوفرة كما كانت في السابق، ومن يريد المغادرة باتجاه تونس فليس هناك عائق''، على حد تعبيره. أما بخصوص أجواء الحياة في طرابلس بعيون جزائرية، فقد سجل مصدر ''الخبر'' أن ''الناس بدأت تعتاد على الحياة الجديدة، هناك انقطاع في المياه والكهرباء، وهناك زحمة في الشوارع، لكن حركة المرور لم تتوقف، وطبعا هناك المسلحون الذين يتجولون في العاصمة.. لنقل أن الحياة بدأت تأخذ مسارها بشكل عادي رغم الوضع الجديد''. ويشار إلى أن عدد أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بليبيا الآن يقارب ثلاثة آلاف جزائري موزعين بشكل أكبر على العاصمة طرابلس وبنغازي ومصراتة والزاوية. كما أن السفير الجزائري بليبيا، عبد الحميد بوزاهر، يتواجد الآن بالجزائر، حيث يقضي إجازة العيد، ومن المنتظر أن يلتحق قريبا بمنصبه في طرابلس، حسب معلومات ''الخبر''، في حين قامت سلطات الجزائر بتأمين نقل عائلات الموظفين الدبلوماسيين قبل أيام من طرابلس نحو بنغازي لترحيلهم لاحقا إلى الجزائر.