لا يجد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، مانعا من انخراط أفراد ''الإنقاذ'' في أحزاب سياسية. لكنه يعترض على عودة الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعد حلها بحكم قضائي. وبنفس المناسبة، أعاد قسنطيني طرح موضوع إسقاط حكم الإعدام من قانون العقوبات. دعي قسنطيني، أمس، في إطار برنامج ''ضيف التحرير'' للقناة الإذاعية الثالثة، لإعطاء رأيه حول عودة الجدل بشأن تمكين مناضلي جبهة الإنقاذ من العودة إلى السياسة، على خلفية قوانين الإصلاحات السياسية، فقال: ''لا يمكن برأيي منع هؤلاء النشطاء من حقهم في ممارسة السياسة، فلابد من إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم في إطار حزبي آخر، ولكن لا يمكن أبدا عودة حزب صدر في حقه حكم قضائي بحله''. ويعني كلام قسنطيني أنه لا يمانع عودة نشطاء الفيس إلى السياسة، ولكنه يعارض عودة الحزب. ويتعارض هذا الموقف، إلى حد ما، مع الخطاب الرسمي الذي يحمّل مناضلي الحزب المحظور بصفة جماعية، مسؤولية الأزمة. ويرى المعنيون أن الإجراء غير قانوني، على أساس أن العقوبة ينبغي أن تكون فردية ومحددة ضد أشخاص بأسمائهم. في موضوع آخر اقترح فاروق قسنطيني استبدال حكم الإعدام بعقوبة السجن 30 سنة التي اعتبرها كافية لردع المجرمين. وبذلك أعاد رئيس الهيئة الحقوقية المرتبطة برئاسة الجمهورية طرح موضوع إلغاء عقوبة الإعدام من جديد. واقترح على الإسلاميين الذين يعارضون المسعى، المشاركة فيما أسماه ''نقاش وطني حول جدوى الإبقاء على عقوبة الإعدام''. وأضاف: ''إن استمرار صدور حكم الإعدام بالمحاكم لم يضع حدا للإجرام والانحراف، لذلك لابد من التخلص منه واستبداله بأحكام أكثر إنسانية''. يشار إلى أن أحكام الإعدام موقفة عن التنفيذ، منذ حادثة تفجير مطار هواري بومدين العام 1992 التي أعدم المتهمون بالضلوع فيها بقرار قضائي. وقال قسنطيني إنه يدرك بوجود أشخاص وحساسيات يرفضون فكرته ''وأنا أحترم خياراتهم ولا أسعى لفرض رأيي عليهم، بل أطلب منهم فقط مناقشة فكرتي''. وسئل إن كان يقصد الإسلاميين، فقال إنه لا يريد استهداف أي أحد ''ولكن إذا كان هناك من يحاربون فكرتي على أساس أنها تعارض الشريعة، أقول لهم إن الشريعة الإسلامية تنص على الإعدام في حال القتل العمدي فقط''. وتعرض قسنطيني لانتقاد حاد من طرف الراحل الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عندما أثار الموضوع العام .2009 واتهمه شيبان حينها ب''الردة'' بسبب قوله بأن حكم الإعدام في الشريعة الإسلامية ''تجاوزه الزمن''.