بعد عقدين من الانتظار جاء اليوم الذي استطاعت فيه ''الخبر'' الإعلان عن البدء في التحضير لإنشاء قناة خاصة. الأمر صعب التصديق نظرا للخناق الذي عشناه في السنوات الأخيرة في مجال السمعي البصري، إلى حد أننا بدأنا نفقد الأمل في رؤية قناة خاصة جزائرية من صنع جزائريين موجهة للجزائريين، لأن بلادنا بقيت، حسب تعبير أحد الزملاء، الدولة الوحيدة، رفقة كوريا الشمالية، أين توجد قناة تلفزيون واحدة ووحيدة. ومهما يكن، فإن الكرة اليوم في مرمى السلطة التي عبّرت عن نيتها في فتح مجال السمعي البصري، وها نحن على أتم الاستعداد لرفع التحدي، كما رفعناه في نوفمبر 1990، عندما أسسنا يومية ''الخبر''، عقب فتح السلطة المجال أمام وسائل الإعلام المكتوبة. ففي كل مرة تعبّر السلطة عن نيتها في فتح مساحات للحرية إلا ووجدتنا في الطليعة لتحمل مسؤوليتنا في مجال نشر حرية الرأي والتعبير على أوسع نطاق. وما يهمنا اليوم أن تستمر السلطة في تجسيد وعودها في أرض الواقع وألا تبقى النوايا مجرّد تلميع الواجهة. نعلم جيدا أن السلطة تخطو خطوات مثقلة في مجال الإصلاحات والانفتاح، لأنها ترى في الإعلامي الجزائري الرجل ''الخلاّط'' الذي لا يؤتمن، وأن باستطاعته إعادة البلاد إلى سنوات الجمر. ونسيت أن هذا الرجل تحمّل مسؤولياته في الكثير من المحطات التي كانت فيها البلاد على حافة حفرة، ووقف في وجه الكثير من الأخطار، عندما عجز النظام عن لعب دوره رغم الوسائل الكبيرة الموجودة بحوزته. ولما اختفت الطبقة السياسية وأخلت ساحة المعركة، كان الإعلامي الجزائري في الصفوف الأمامية لمواجهة الأخطار ودفع ضريبة غالية هي ضريبة الدم. واليوم نعيد المقولة: إن وسائل الإعلام الثقيلة تكون ذات فعالية وفي مأمن عندما تكون بين أيدي الإعلاميين المهنيين، والخطر أن تبقى بين أيدي السلطة التي لا تعرف التعامل معها. والواقع يؤكد ذلك، كون السلطة استحوذت على وسائل الإعلام منذ الاستقلال ولم يق ذلك الشعب الجزائري من الاكتواء بنار الفتن والمآسي على مر السنوات.