الخلل التقني حرم عشرات الآلاف من الجزائريين من أموالهم كشف مصدر عليم ل''الخبر''، أمس، أن عطلا أصاب شبكة بريد الجزائر، بعد الخلل الذي أصاب الخادم الرئيسي لشبكة الحساب الجاري البريدي، والمسير لكافة العمليات التي تقوم بها مراكز البريد عبر كامل التراب الوطني. وقد حرم هذا الخلل، الذي سجل ابتداء من الساعة السابعة صباحا من يوم أمس، والمتواصل إلى حد الآن، المواطنين من القيام بأية عملية سحب أو تحويل للأموال عبر مختلف مراكز البريد. أوضحت نفس المصادر أن العطل، الذي سجل لأول مرة بهذا الحجم، أدى إلى شلل تام في الشبكة وتوقف كامل لكل التعاملات. علما أن متوسط التعاملات تقدر بمليون عملية يوميا، وعدد الأرصدة التي يمتلكها المواطنون يفوق 13 مليون رصيد. وشدد نفس المصدر على أن إصلاح العطل سيتطلب وقتا بالنظر إلى صعوبة وتعقد العملية. مضيفا أن الانقطاع تقني وشمل كل العمليات التي تقوم بها مصالح البريد، من تحويل وإيداع أموال أو سحبها. ولكنه اعتبر أنه من حسن الحظ أن العطل والخلل الذي أصاب النظام ككل تم مع نهاية الشهر، أي بعد تحويل وسحب معظم الرواتب والأجور الخاصة بالهيئات النظامية والمؤسسات، والتي تتم عادة بين 18 و24 من الشهر، وآخرهم عمال البريد في 26 من الشهر، وبعد تحصيل معاشات المتقاعدين. إلا أن مثل هذا العطل ستكون له بلا شك تداعيات سلبية، بالنظر إلى عدد المتعاملين لحسابات البريد ومستخدمي البريد أيضا، إذ لا يقتصر الأمر على سحب أو إيداع الأموال بقدر ما يتعلق أيضا بالحوالات وغيرها. وتعتبر شبكة بريد الجزائر من أهم وأكبر الشبكات المالية، وتفوق شبكة البنوك. كما أن تواجدها وانتشارها يجعل من مثل هذا الحادث ذا تأثير مضاعف، خاصة في المدن الصغيرة والبعيدة التي غالبا ما تعتمد على البريد أكثر من اعتمادها على البنوك. وفي الوقت الذي عكفت المصالح المختصة في بريد الجزائر على تصليح العطب والخلل الذي أصاب الخادم الرئيسي، يرتقب أن تشهد مصالح البريد، اليوم، ضغطا كبيرا بالنظر إلى الطلب الكبير الذي تعرفه عادة هذه المراكز عبر كامل التراب الوطني.