اصطف أمس مئات المواطنين في طوابير طويلة أمام مكاتب البريد منذ الساعة الثامنة صباحا، أملا منهم في صرف رواتبهم التي لم يتسن لهم الحصول عليها منذ الأربعاء الماضي، وذلك بسبب الخلل التقني الذي أصاب الشبكة عبر التراب الوطني، والذي تزامن مع فترة دفع الرواتب الشهرية للموظفين والمتقاعدين طلاب، أجراء.. ومتقاعدون أول المتضررين اكتظت أمس مكاتب البريد عبر القطر الوطني بجموع غفيرة من المواطنين، اصطفوا أمام شبابيك سحب الأموال للحصول على رواتبهم، وخلال الجولة التي قادتنا إلى بعض مكاتب البريد في ساحة أول ماي بالعاصمة، التقينا إحدى السيدات متذمرة من طول الانتظار، وأخبرتنا هذه الأخيرة أنها أمضت الفترة الصباحية في انتظار دورها لسحب راتبها الشهري نتيجة الاكتظاظ، والتقطع المستمر للشبكة التي من المفروض تم إصلاحها أمس. كما صادفنا بعض المتقاعدين عبر مكتب بريد شارع حسيبة بن بوعلي، يتبادلون أطراف الحديث عن ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية واختيار سعدان لقائمة اللاعبين التي ستشارك في المونديال لتجاوز حالة الملل التي أصابتهم جراء طول مدة الانتظار، وقال لنا في هذا الصدد أحدهم “أتردد يوميا على مكاتب البريد منذ يوم الثلاثاء الماضي لصرف معاشي ولم أحصل عليه بعد، مما دفعي للوقوع في أشراك الاستدانة لأعيل أفراد أسرتي، خاصة في ظل لهيب الأسعار الذي أحرق جيوبنا”. أجراء في رحلة بحث عن شباك آلي وموظفون في مواجهة سخط المواطنين منذ الساعات الأولى من صباح أمس، خرج مواطنو ولاية وهران بحثا عن مكتب بريد يقدم خدماته بصفة طبيعية، أو شباك آلي يتمكنون من خلاله من سحب رواتبهم، خاصة المتقاعدين منهم الذين تصرف رواتبهم في اليوم ال22 من كل شهر، وهو التاريخ الذي تزامن والخلل التقني الذي أصاب شبكة بريد الجزائر، وخلال الجولة التي قادتنا إلى بعض مكاتب البريد بوسط الولاية وقفنا عند الطوابير اللامتناهية بالقرب من شبابيك السحب، وأمام الموزعات الآلية التي حددت بها أقصى قيمة للسحب بخمسة آلاف دينار، وقد وجد الأعوان صعوبة كبيرة في التحكم في الوضع. مكاتب بريد وسط مدينة عنابة عرفت هي الأخرى إقبالا كبيرا من طرف المواطنين خاصة المتقاعدين، الذين توافدوا على شبابيك السحب لصرف رواتبهم بعد طول انتظار، وحسب ما لاحظناه بالبريد المركزي بوسط المدينة فإنه تم استئناف عملية سحب الأموال، إلا أن الاكتظاظ الكبير الذي عرفه المكتب، حال دون تمكن موظفي الشبايبك من السيطرة على الوضع، الأمر الذي تسبب في حالة كبيرة من الفوضى، كماعرفت الموزعات الآلية هي الأخرى إقبالا منقطع النظير صبيحة أمس، حيث اصطف عشرات المواطنين بالقرب منها في انتظار أدوارهم لسحب أموالهم، هروبا من اكتظاظ الشبابيك. بريد الجزائر: عالجنا المشكل واستئناف النشاط عبر المكاتب مسألة وقت وفي اتصالنا مع المكلف بالإعلام على مستوى مؤسسة بريد الجزائر، أوضح لنا السيد نور الدين بوفنارة أن الخلل الذي أصاب الشبكة منذ الأربعاء الماضي، تسبب في شلل تام عبر جميع مكاتب البريد عبر كافة الولايات، مشيرا إلى أن مصلحة الصيانة تمكنت من تحديد العطب ومعالجته بالتنسيق مع مهندسين من المجمع الفرنسي “بول”، وقد استأنفت عملية سحب الأموال صباح أمس عبر عدد من المكاتب، وأضاف في نفس السياق أن المؤسسة تضم 3850 مكتب بريد وأكثر من 10 آلاف شباك، ولاستئناف العمل عبر جميع هذه الشبابيك إلى جانب 700 موزع آلي يتطلب بعض الوقت، مؤكدا أن المشكلة ستعرف حلا نهائيا خلال الأيام القليلة المقبلة لتقديم أحسن الخدمات لستة ملايين زبون.