شبهات حول تخفي خلايا التكفيريين ضمن الحركات الدينية تجري استعلامات الأمن الوطني منذ أشهر عملية مسح شاملة للمساجد والزوايا والمدارس القرآنية وكليات الشريعة، في إطار تحقيق واسع النطاق لمتابعة نشاط الحركات الدينية في الجزائر والأفكار الدينية التي يتبناها أئمة المساجد والمصلون عبر الوطن. تتابع أجهزة الأمن النشاط الديني والدعوي والسياسي للمئات من أنصار التيار السلفي العلمي، وأنصار حركات إسلامية أخرى مثل الصوفية والتدبريين والدعوة والتبليغ. وكشف مصدر على صلة بالتحقيق ل''الخبر'' بأن نشاط أجهزة الأمن يأتي في إطار العمل اليومي لمصالح الأمن لمتابعة نشاط الحركات السياسية عبر الوطن، وللتأكد من عدم اختفاء خلايا نائمة للتكفيريين وأنصار تنظيم القاعدة ضمن الحركات الدينية الموجودة، وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن أنصار تنظيم القاعدة عبر العالم يستغلون النشاط ضمن الحركات الدينية الأخرى للتغطية على نشاطهم، خاصة في الدول غربية التي تخضع بعض المسلمين المتدينين للمراقبة. وحددت عملية مسح أمني وطنية قائمة اسمية للمساجد بأسماء أئمتها وموظفيها وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، ونشاط التيارات الدينية الكبرى داخل كل مسجد أو زاوية، وأنشأت أجهزة الأمن -حسب مصدر عليم- في شهر ماي الماضي خلية وطنية تعمل على متابعة نشاط الحركات الدينية عبر الوطن مثل السلفية العلمية والجهادية والصوفية وأنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة وتيار الإخوان المسلمين والتدبريين والقرآنيين، وتحصل هذه الخلية على معلومات جديدة كل شهر من مصالح الأمن والاستعلامات على المستوى المحلي، وتحقق استعلامات الأمن الوطني منذ عدة أشهر حول الهوية السياسية للأئمة والمدرسين في المساجد، والحركات الدينية، خاصة ما يسمى الحركة السلفية وما يسمى التدبريين والقرآنيين، وكشف مصدرنا أن المديرية الفرعية للاستعلامات العامة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، طلبت في شهر ماي الماضي في مضمون برقية من فروعها الولائية إعداد مسح شامل للمساجد والزوايا والمدارس القرآنية، وكليات الشريعة الإسلامية والبحث في هوية مواقع الأنترنت الجزائرية المقربة من التيارات الإسلامية، وأكدت البرقية على ضرورة تحديد المستوى العلمي والتكوين الفقهي، وإن كان الإمام قد حصل على تكوين في الخارج وتوجهه الفكري والسياسي للائمة والمدرسين وكل العاملين في المساجد والزوايا والجمعيات الدينية، والإشارة إلى نوعية عقيدة الأئمة إن كانت أشعرية صوفية أو سلفية أو غيرها، وإعداد تقارير مفصلة حول أسباب ما يسمى بالصراعات في المساجد بين المصلين المنتمين للتيارات الإسلامية المختلفة، والقضايا المرفوعة لدى المحاكم حول تسيير بعض المساجد والجمعيات الدينية. وشملت عملية المسح تحديد نشاط كل تيار سياسي دخل كل مسجد ونشاط أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة والتائبين والمفرج عنهم في إطار المصالحة الوطنية، وإعداد بيانات كاملة حول الهوية السياسية لطلبة الشريعة الناشطين وأستاذتهم، وتحديد هوية نشطاء المواقع الإسلامية ومواقع الإفتاء عبر شبكة الأنترنت، ولم تستثن عملية المسح حتى الزوايا. وتتابع مصالح الأمن منذ مدة نشاط عدة تيارات إسلامية فكرية ودينية خاصة الحركة السلفية العلمية، وشرعت في متابعة بعض التيارات الدينية الأخرى، وتشير المعلومات المتوفرة في الموضوع إلى أن هدف التحقيق كان تحديد التيار الديني الذي يحظى بأكبر عدد من الأنصار داخل المساجد من أئمة ومصلين.