بدا المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش بعد نهاية المقابلة أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، راضيا عن النتيجة، غير أنه بدا متحفظا على الأداء، قائلا ''صحيح أننا فزنا بالمقابلة، غير أنني لست راضيا مائة بالمائة، لأنني كنت أنتظر الكثير من هذه التشكيلة، وهو ما دفعني إلى توجيه نداء إلى جميع اللاعبين بعد نهاية المقابلة، حيث طلبت منهم العمل أكثر مع أنديتهم حتى يتسنى للمنتخب فرض نفسه في القارة الإفريقية''. نقاط عديدة سلبية منها وإيجابية تطرق لها حاليلوزيتش، خلال الندوة الصحفية التي عقدها، مباشرة، بعد نهاية المقابلة التي عرفت فوز المنتخب الوطني في أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي، لم يذق فيها المنتخب طعم الفوز منذ العام 2007، وكان ذلك أمام منتخب جزر الرأس الأخضر. من أوت إلى أكتوبر.. تحسن تدريجي عاد بنا التقني البوسني، خلال الندوة الصحفية، إلى الحالة النفسية التي وجد عليها اللاعبين عندما أشرف على أول تربص للمنتخب، وكان ذلك في مدينة ماركوسي الفرنسية شهر أوت الفارط، قائلا ''في ماركوسي وجدت اللاعبين في حالة نفسية كارثية، ولاسيما بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب أمام المغرب بمدينة مراكش، فالرباعية كان لها أثر سلبي كبير. ولحسن الحظ فإن هذه الحالة تحسنت كثيرا بدليل العزيمة الكبيرة التي أظهرتها العناصر الوطنية في مباراتها أمام جمهورية إفريقيا الوسطى''، مضيفا ''هذا المكسب سنحاول الحفاظ عليه مستقبلا، وسنحاول الرفع من معنويات اللاعبين كلما أتيحت لنا الفرصة، غير أن ذلك لن يتسنى إلا بالعمل في النوادي وفي المنتخب''. ملامح شخصية المنتخب بدأت تلوح في الأفق وركز المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، خلال حديثه للصحافة بعد نهاية اللقاء، على الجانب المعنوي للمنتخب، قائلا ''الجميع لاحظ أن اللاعبين كانوا يريدون إثبات وجودهم بأي ثمن كان طيلة ال90 دقيقة، وهو أمر إيجابي، لأن شخصية المنتخب ستتضح بمرور الوقت''، مشيرا إلى أن من عوامل نجاح أي منتخب هي الشخصية الجماعية للمنتخب ككل والفردية لكل لاعب، قائلا ''بالرغم من أننا لم نقم بإحصاءات دقيقة حول المقابلة، غير أنني أؤكد لكم أننا فزنا بأغلبية الصراعات الثنائية ودفعنا المنافس إلى اللعب في منطقته، وهو أمر إيجابي، علينا الحفاظ عليه مستقبلا''. عقدة الهجوم في طريقها إلى الحل ثمار التنظيم التكيتيكي فوق الميدان، سمحت للقاطرة الهجومية بالتحرك، وهو ما جعل المنتخب الوطني يسجل هدفين، الأول عن طريق كرة ثابتة، ورغم أن حاليلوزيتش أشاد بهدف يبدة كثيرا، إلا أنه قال ''لا أريد التكلم عن الهدف الأول الذي أتى عن طريق كرة ثابتة، لكن الهدف الثاني، أسعدني كثيرا، لأن الهجمة كررناها كثيرا في التدريبات، ولحسن حظنا طبقناها ميدانيا وهو ما يعني أن اللاعبين استوعبوا التعليمات والتوصيات''. سيأتي يوم يسجل فيه غزال وفي سياق حديثه عن القاطرة الهجومية، دافع المدرب الوطني كثيرا عن قلب الهجوم عبدالقادر غزال الذي لايزال صائما عن التهديف منذ العام ,2009 حيث قال ''صحيح أن غزال لم يسجل، لكن أعتقد أنه أدى دوره بنسبة كبيرة، بدليل أنه كان بمثابة الجدار الأول للمنافس، وأتعب بتحركاته كثيرا دفاع المنتخب المنافس، وهو ما أفقده كثيرا من حيويته في الدقائق الأخيرة، وعليه فضلت تعويضه بزميله جبور في ربع الساعة الأخير''. دفاعه عن غزال، لم يمنعه من الاعتراف أنه لايزال صائما عن التسجيل، قائلا ''ماذا عساني أقول في هذه النقطة (بابتسامة)، فسيأتي يوم يسجل فيه غزال''. المنتخب يفتقد إلى صانع ألعاب ورفضت المغامرة بجابو وفي رده على سؤال ل''الخبر'' حول افتقاد المنتخب الوطني لصانع ألعاب ومنشط للهجومات، قال حاليلوزيتش ''فلسفتي الكروية هي أننا ندافع بكتلة ونهاجم بكتلة، مع التركيز أكثر على الهجوم لأنه أحسن دفاع، بدليل أنني أقحمت ثلاثة مهاجمين صريحين ولاعبين اثنين في وسط الميدان مهمتهما هجومية أكثر منها دفاعية مع الاعتماد على لاعب واحد في وسط الميدان الدفاعي، وهو ما سمح لنا بالتفوق عدديا على الخصم في منطقته، غير أننا صيح نفتقد إلى صانع ألعاب حقيقي''. وأشار حاليلوزيتش في تفسيره لهذه النقطة، إلى لاعب وفاق سطيف عبد المؤمن جابو، قائلا ''في فترات عديدة من المقابلة، راودتني فكرة إقحام جابو، لكن رفضت المغامرة به في الأخير، لأن اللاعب لم يتأقلم بعد مع طريقة لعبي، فجابو لايزال خجولا، لكن سأعطيه فرصته في المقابلات القادمة''. 20 دقيقة كارثية وسنقلصها مستقبلا الحضور البدني، النفسي والتكتيكي للاعبي الخضر في المباراة أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، لم يمنع المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش من الاعتراف بأن المنتخب تلاشى في الشوط الثاني وبالأخص في ال20 دقيقة الأخيرة، قائلا ''افتقدنا للتركيز في 20 دقيقة، سمحت للمنافس بتهديد مرمانا في العديد من المرات، لكن هذه الفترة سنحاول تقليصها مستقبلا وذلك بالعمل خلال التربصات''. وحاول المدرب الوطني تبرير فترة الفراغ التي مر بها المنتخب في المقابلة، بالحالة البدنية لبعض اللاعبين، قائلا ''هناك ثلاثة لاعبين لم يقدموا ما كان عليهم ربما بفعل الإصابة أو عودتهم من الإصابة''، في إشارة ضمنية إلى عدلان فديورة الذي لعب وهو مصاب.