تدرس وزارة التربية اعتماد طرق تدريس جديدة لتحسين مستوى التحصيل العلمي لدى تلاميذ فئة البدو الرحل في 10 ولايات بالجنوب، بعد أن كشف تقرير وجهته جمعية الجامعيين البطالين عن تدهور خطير في مستوى التلاميذ في مواد الفرنسية الرياضيات والإنجليزية. اتهمت جمعية البطالين الجامعيين قيد التأسيس، والتي تضم جامعيين بدون عمل من عدة ولايات بالجنوب، وزارة التربية برفض توظيف البطالين لتدريس التلاميذ رغم الوضع الكارثي الذي تعاني منه مئات المؤسسات التربوية بولايات الجنوب في مجال توفر الأساتذة والمؤطرين، حيث حصلت على نسخ من تقارير داخلية لمديريات التربية في ولايات تمنراست وإليزي وأدرار وغرداية، تشير إلى أن 10 ولايات على الأقل في الجنوب تعاني من نقص الأساتذة في مواد الفرنسية وأن أكثر من 10 آلاف تلميذ في الطورين المتوسط والابتدائي لا يدرسون بانتظام مواد الفرنسية والرياضيات والإنجليزية، وأن أكثر من 30 فوجا دراسيا لم يدرسون الفرنسية تماما في الموسم الدراسي 2010 / .2011 ويقول ممثل الجمعية في غرداية، ونيس عبد القادر، إنه رغم علم الوزارة بالوضع الكارثي منذ عدة سنوات، فإن إجراءات توظيف الأساتذة بقيت على حالها، وكأن وضع قطاع التربية في ولايات الجنوب يطابق ما هو موجود في العاصمة''. وكشف مصدر مسؤول من مديرية التربية بولاية غرداية أن الوزارة تدرس اتخاذ إجراءات خاصة لصالح فئة البدو الرحل وسكان المناطق النائية والمعزولة في أقصى الجنوب، منها إنشاء مدارس متنقلة يمكنها الوصول إلى التلاميذ في أقصى الجنوب، وإقامة ثانويات ذات 200 مقعد من أجل الوصول إلى كل مناطق تواجد السكان في أقصى الجنوب. وكان وزير التربية أبو بكر بن بوزيد قد أكد في تصريح سابق، إجراءات جديدة لصالح تلاميذ البدو الرحل في 4 ولايات بالجنوب هي إليزي وتمنراست وأدرار وتندوف، من أجل تعميم المدارس على المناطق الصحراوية المعزولة، في هذه الولايات الشاسعة، وقررت وزارة التربية، حسب مسؤولها الأول، خلق مدارس متنقلة بالكامل يمكنها الوصول إلى المناطق النائية بالولايات الحدودية، وفي المرحلة الثانية يمكن نقل تجربة المدارس المتنقلة إلى ولايات في وسط الصحراء والسهوب مثل البيض وبشار. وقررت وزارة التربية إنشاء ثانويات صغيرة الحجم ذات سعة لا تتعدى 200 مقعد، لرفع نسبة التغطية في مستوى التعليم الثانوي في أقصى الجنوب أين تقل الكثافة السكانية ويتوزع السكان على مناطق شاسعة. ولاحظت الوزارة، حسب المتحدث، أن نسبة شغل الأقسام في ثانويات ولاية تمنراست تصل إلى معدل 19 تلميذا في القسم الواحد، بينما يضطر تلاميذ بعض المناطق مثل شمال ولاية تمنراست وجنوبها إلى قطع مسافة تصل إلى 300 كلم من أجل الوصول إلى المتوسطة، ما رفع نسبة الأمية في ولايات تمنراست وإليزي وأدرار، وارتفع مستوى التسرب المدرسي.