سلمت وزارة الخارجية، بالتنسيق مع قنصلية الجزائر في أليكانت، جوازات سفر بتأشيرات صالحة لمدة ثمان وأربعين ساعة، لعائلات خمسة مهاجرين سريين قضوا في شواطىء كارطاخينا قبل أيام. وذكرت مصادر موثوقة أن العائلات ستتنقل إلى مشرحة إسبانية لأخذ عينة الحمض النووي، برغم أن جميع المؤشرات تؤكد أن القتلى الخمسة ينتسبون لبلدية حجاج في ولاية مستغانم. وتمكن سكان بلدية حجاج في ولاية مستغانم، من التأكد بشكل مبدئي من هوية غريق واحد يعتقد أنه ''بوعبد الله توفيق''، من بين خمس جثث عثرت عليها قوات بحرية إسبانية قبل نحو أسبوع تطفو في المياه الإقليمية قرب كارطاخينا. وبعد نشر ''الخبر'' للقضية، بات شبه معروف لدى سكان القرية أنهم خمسة شباب أبحروا رفقة ستة آخرين (11 حرافا) تمكنوا من النجاة بعد أن غرق بهم القارب على بعد قرابة خمسة أميال من الشاطىء. ويتواجد خمسة من الأحياء في مركز حجز مهاجرين بكارطاخينا، فيما غادر قائد القارب نحو فرنسا. وأفادت مصادر موثوقة أن أحد أبناء بلدية حجاج تنقل إلى إسبانيا للتأكد أولا من الرواية، وقد تنقل شخص يدعى ''بلغيث لكحل''، بمبادرة منه، إلى قنصلية أليكانت، ثم إلى مشرحة كارطاخينا، حيث تعرف على جثة الشاب ''بوعبد الله توفيق'' من خلال هاتفه النقال الذي كان يحوي أرقام عمته وشقيقته في بلدية حجاج، لكنه لم يتمكن من التعرف على الأربعة الآخرين لتشوه جثثهم، ويعتقد أنهم كل من ''العربي سعدون''، و''حماريد جمال'' و''بلهرواط موسى'' ورابع يكنى ''العجال''، ما يستدعي تأكيدات بواسطة تحاليل الحمض النووي. ونشبت ''فتنة'' في بلدية حجاج، بسبب تردد شائعات عن تعمد سائق القارب إغراقه قبل الوصول إلى الشاطىء، لكن موفد البلدية إلى مركز الحرافة، نقل عن الخمسة الناجين أن القارب أصيب بثقب وامتلأ ماء، ما دفع الحرافة إلى القفز وإكمال المسافة المتبقية سباحة فهلك خمسة منهم. وخشية حدوث تطورات أخرى تنقل والي الولاية ورئيس الدائرة وأحد الأئمة المعروفين إلى أهل البلدية، لتأكيد أن السلطات ستقف إلى جانبهم. وفي هذه الأثناء تولى رئيس الفدرالية الأوربية للجمعيات الجزائرية، نور الدين بلمداح، التواصل مع السلطات الإسبانية ومصالح وزارة الخارجية. وعلى غير العادة قررت السلطات الجزائرية منح جوازات سفر بمدة زمنية لا تتجاوز ال48 ساعة لأفراد من عائلات الحرافة للتنقل إلى الجنوب الإسباني لأخذ عينات من الحمض النووي، تمهيدا لعمليات نقل محتملة للجثث في حال التأكد النهائي من هويات أصحابها. ويبدو أن الحادثة دفعت شباب بلدية حجاج، للخروج للاحتجاج غاضبين، قياسا لما يقولون أنه ''غياب تنمية محلية تبعد شباب القرية عن التفكير في الهجرة''، ما أجج أعمال شغب عنيفة، ليلة أول أمس، طالت مقر الدرك، وإحراق مقر البلدية والبريد وقاعة رياضة ومكتبة جديدة وجزءا من متوسطة وثانوية وصيدلية عمومية. وعلم أن وزارة الخارجية أخذت قصة الحرافة على محمل الجد، حيث نادرا ما استنفرت السلطات قنواتها الدبلوماسية في مثل هذه الحوادث قياسا لتجارب غرق سابقة.