عثرت قوات البحرية الإسبانية على خمس جثث لمهاجرين جزائريين في عرض ساحل كارتاخينا قرب مورسيا، وأفيد ل''الخبر'' نقلا عن الحرس الملكي الإسباني، أن تشوهات الجثث الخمس تشير إلى أن الوفاة حدثت قبل أسبوع إلى عشرة أيام، ما يعني دعوة عائلات المعنيين للتبليغ عن القوارب التي غادرت في تلك الفترة لتحديد العدد الإجمالي للمفقودين. أفاد نور الدين بلمداح، رئيس الفدرالية الأوروبية للجمعيات الجزائرية، في تصريح ل''الخبر''، أن أحد صيادي الأسماك في منطقة كارتاخينا قرب مورسيا، عثر صبيحة الأربعاء (الثامنة صباحا) على جثة تطفو فوق سطح الماء، ومع إبلاغ قوات الحرس الملكي الإسباني المكلفة بمراقبة السواحل، تم العثور على جثتين أخريين في نفس اليوم، ومع استمرار عمليات البحث أمس الخميس، جرى العثور على جثتين، ليبلغ العدد خمسة، وخلال الساعات الماضية تحاول فرق إسبانية خاصة الاستعانة بنظام المراقبة الخارجية من أجل البحث عن مفقودين مفترضين أو القارب الذي يعتقد أنه جلبهم. ونقل بلمداح عن تحليلات أولية للحرس الملكي الإسباني، أن المهاجرين جزائريون ويعتقد أنهم قضوا قبل فترة ما بين أسبوع وعشرة أيام، لذلك طلبت المساعدة من عائلات في غرب البلاد، للإبلاغ عن أي محاولة هجرة تمت في تلك الفترة لمعرفة ذويهم، وذكر بلمداح أن الحرس الإسباني أورد أن جثث المهاجرين الخمسة تعرضت لتشوهات على مستوى الوجه ما يصعب التعرف عليها، وقد وجدت تطفو على الظهر في عمق المياه الإقليمية الإسبانية غير بعيد عن بعضها. ويجري في هذه الأثناء التحقق إن كان سبب الوفاة هو الغرق، وأن الجثث لا تحمل إصابات قبل وصولها إلى المياه الإقليمية. وفي تجارب سابقة اكتشفت عدة تصفيات جسدية بين المهاجرين السريين أنفسهم، وأحيانا أخرى يحدث تصادم قوارب الحرافة ببواخر شحن كبيرة ولو دون قصد في غياب الرؤية الليلية، وحسب احتمالات الفرقة الملكية في كارتاخينا، فإن ولايات انطلاق الحرافة مرشحة بين وهرانومستغانم وعين تموشنت، حيث تعودت القوات الإسبانية في الجنوب الإسباني على توقيف قوارب نادرا ما تكون انطلقت من خارج تلك الولايات الثلاث. والملاحظ أن قوافل الهجرة السرية بدأت تعود بكثافة إلى الشواطئ الجزائرية، بعد أشهر طويلة من الانقطاع، في وجود أجواء مناخية مواتية. وقد أعلنت، الأسبوع الماضي، مراكز حجز مهاجرين غير شرعيين بمدن ألميريا ومورسيا عن استقبال عشرات المهاجرين الجدد وصلوا إلى الجنوب الإسباني في تلك الفترة. وعرفت منطقة كارتاخينا هدوءا نسبيا بدورها، منذ سبتمبر من العام الماضي، لما اعتقل 115 مهاجر سري انطلقوا من المنطقة الشرقية لولاية مستغانم، على متن 10 قوارب.