طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل العقيد القذافي. وقال المتحدث باسم المفوضية، روبرت كولفيل، إنه ''فيما يتعلق بمقتل القذافي، يوم الخميس، فإن الملابسات لا تزال غير واضحة، نعتبر أن إجراء تحقيق هو أمر ضروري''. ثم أردف قائلا إن ''شريطي الفيديو'' اللذين تم بثهما ويصوران القذافي بعد القبض عليه ''مقلقان للغاية''. خطوة المفوضية هذه، ما كانت لتأتي وتطرح لولا ذلك التناقض الذي رافق عملية الإعلان عن مقتل أو موته، سواء التناقضات الناتجة عن التصاريح التي أدلى بها أكثر من مسؤول في المجلس الانتقالي الليبي أو قائد ميداني لثوار ليبيا الذين قالوا إنهم أنهوا حكم الاستبداد، أو تلك الناتجة عن صور جثته الممددة داخل سيارة إسعاف والتي سبقت صور الفيديو التي أظهرته حيا يرزق بل ويسير على قدميه ولو للحظات. من جهتها دعت ''منظمة العفو الدولية'' السلطات الليبية الجديدة إلى إجراء تحقيق حول ظروف مقتل معمر القذافي، محذرة من أنه ''إذا ما تأكد مقتله بصورة متعمدة بعد أسره، فإن ذلك جريمة حرب''. وأعلن المدير العام للمنظمة، كلاوديو كوردون، بالقول: ''إذا كان العقيد القذافي قُتل بعد وقوعه في الأسر، فسيشكل ذلك جريمة حرب، ويتعيّن على المسؤولين عن قتله المثول أمام القضاء''. وأضاف كورون في بيان: ''إن إجراء تحقيق لمعرفة هل يعتبر مقتل القذافي جريمة حرب أم لا أمر غير مستحب بالتأكيد، إلا أن على المجلس الوطني الانتقالي تطبيق القواعد نفسها على الجميع من خلال ضمان العدالة حتى لأولئك الذين كانوا يحرمون الآخرين منها''، كما طلب إجراء تحقيق حول ظروف مقتل نجل القذافي، المعتصم القذافي، وقال كوردون إن ''ليبيا الجديدة يجب أن تبنى على احترام حقوق الإنسان والعدالة وليس على الانتقام''. أما عن تناقضات نهاية القذافي، فقد سبق لرئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل، أن أكد أن القذافي ''عندما تم العثور عليه كان بخير ويحمل سلاحا واقتيد إلى سيارة، لكن عندما أقلعت السيارة قضى في تبادل لإطلاق النار بين مقاتلين موالين له وبين الثوار وقتل برصاصة في الرأس''. وباختلاف بسيط عن هذه الرواية، يقول وزير الإعلام الليبي محمود شمام، إن القذافي قتل عندما هاجم الثوار المنزل الذي كان مختبئاً فيه، وقال إن القذافي حاول الهرب، فأطلقوا النار عليه، وعندما التقوا به، كان حياً لكنه قتل في تبادل لإطلاق النار''. لكن الكثير من المعطيات التي يمكن استنتاجها من صور الفيديو التي تم تناقلها عبر الأنترنت، توحي أو تبين أن العقيد قتل بعد توقيفه، وكان مجردا من السلاح وخائر القوى، وفي هذا إساءة للثورة التي يفترض أن أخلاقها ترفض ممارسات هي من صميم سلوكيات المطاح به.