سبّب رفض معلمي الطور الابتدائي متابعة النشاطات اللاصفية منذ بداية الدخول المدرسي، حرجا كبيرا لوزارة التربية التي عقدت أمس ندوات جهوية عبر الوطن من أجل إعادة تفعيل هذه النشاطات وإعداد تقارير من قبل مدراء التربية ستسلم لاحقا إلى وزير التربية أبو بكر بن بوزيد. وعقدت ندوات جهوية أمس حول الأنشطة اللاصفية في كل من البليدة وسكيكدة وبسكرة وتلمسان بغرض تفعيل النشاطات اللاصفية المرفوضة من قبل المعلمين كون هؤلاء لا يملكون تكوينا في هذا المجال، ناهيك أن وزارة التربية لم تسبق العملية بحملة تحسيسية لفائدة معلمي الطور الابتدائي. رفض العملية من قبل المعلمين، دفع وزارة التربية إلى إجراء تقييم للعملية التي بدأ العمل بها منذ الدخول المدرسي الجاري، بهدف محاولة تفعيل النشاطات اللاصفية. وفي هذا الإطار أكد فرحات شابخ عضو المكتب الوطني للاتحادية الوطنية لعمال التربية ل''الخبر'' أن الاتحادية ترفض هذه النشاطات بالصيغة التي وضعتها وزارة التربية، وطالب المتحدث الوصاية بتكوين المعلمين في بعض النشاطات كالرسم والموسيقى والمسرح والرياضة من خلال إعادة تفعيل الاتفاقية بين وزارة الشباب والرياضة والثقافة ، والتي من شأنها توفير أساتذة الموسيقى والرياضة مثلا لتأطير معلمي الابتدائي، كما تطالب الاتحادية على لسان فرحات شابخ بتقليص الحجم الساعي للمعلمين من 30 ساعة إلى 24 ساعة، بالإضافة إلى توفير الوسائل اللازمة على مستوى الابتدائيات. وجاء في أحد تقارير الندوات الجهوية أن المعلمين مثلا لم تتضح لهم الرؤية في البداية لإجراء هذه النشاطات، ناهيك عن قلة الفضاءات في بعض المؤسسات التي تستوعب الراغبين في ممارسة هذه الأنشطة، بالإضافة إلى قلة الوسائل على بساطتها، ناهيك عن الإجراءات المعقدة التي ترافق تنظيم الخرجات الميدانية ''إجراءات التأمين'' والعمل بنظام الدوام الكلي ببعض المؤسسات. ويقترح من حضر الندوة الجهوية للوسط مثلا على غرار تقارير الندوات الأخرى، تحسيس المعلمين بأهمية هذه النشاطات وتكوين المعلم في هذا المجال بإدراج ذلك في المخطط السنوي، مع تفعيل دور الشركاء كجمعيات أولياء التلاميذ والسلطات المحلية ووزارتي الثقافة والشباب والرياضة. كما اقترح المجتمعون في ختام هذه الندوات تنظيم ملتقيات ولائية ومنافسات ثقافية ورياضية وحتى معارض وإعادة بعث الأسابيع المدرسية ودعم المؤسسات بمبالغ مالية.