''بوكو حرام'' ضخّمها الإعلام وعدد أفرادها لا يتجاوز الألف كشف الشيخ داود عمران مالاسا، رئيس جماعة تعاون المسلمين في نيجيريا، ل ''الخبر''، أمس، خلفيات التفجيرات الدموية التي استهدفت أعياد المسيحيين في نيجريا، الأحد الماضي، مرجعا ذلك إلى ''عمليات انتقام''. قال الشيخ عمران، الذي يرأس هذه الجماعة الخيرية التي تنبذ العنف، إن ''جماعته تعارض فكر جماعة بوكو حرام، لكن ذلك لا يمنع من كشف الحقيقة للرأي العام الدولي حول حقيقة ما يجري في نيجيريا من اقتتال طائفي يدفع ثمنه المسلمون أكثر من المسيحيين''. وأوضح المتحدث بقوله: ''ما حدث يوم الأحد الماضي من تفجيرات دوافعه انتقامية للعشرات من المسلمين الذين قُتلوا، في عيد الأضحى الماضي، في مدينة جوس، على أيدي مسيحيين متطرفين، لكن لا أحد اهتم لهذا الأمر''. وبالنسبة للشيخ مالاسا، فإن ''تفجيرات الكنائس هذه المرة هي رد فعل انتقامي من مسلمين متشددين على أفعال متشددين مسيحيين، كما أن تفجيرات الأحد هي رد فعل على مقتل زعيم جماعة بوكو حرام، السنة الماضية، على أيدي أفراد من الشرطة. ولهذا ترى استهداف مقرات الشرطة بين الحين والآخر''. وأشار المتحدث: ''التفجيرات وقعت في مناطق مختلفة وهذا للدلالة على وجود تنظيمات أخرى، غير جماعة بوكو حرام الموجودة فقط في شمال البلاد''. وبخصوص هوية جماعة بوكو حرام النيجيرية، قال الشيخ عمران مالاسا إن ''تسمية بوكو حرام هي تسمية صحفية أطلقها الإعلام النيجيري الذي يسيطر عليه المسيحيون، وتعني تحريم تعليم اللغة الأجنبية، بينما الاسم الحقيقي لبوكو حرام هو جماعة أهل السنة والكتاب''. وهذه الجماعة، حسبه، ''توجد في شمال نيجيريا فقط وعدد أفاردها لا يتعدى الألف شخص، منهم من يدين بالولاء لتنظيم القاعدة، وهم يتمسكون بتعليم الكتاب والسنة، ويرفضون التعليم الأجنبي''. وسجل الشيخ داود مالاسا أن ''الإعلام المحلي والدولي، في إطار مؤامرة مقصودة، قاموا بتضخيم جماعة بوكو حرام، وإعطائها حجما أكبر من حجمها الحقيقي، لأن التطرف في نيجيريا هو مسيحي ومسلم، والمتطرفون المسيحيون أخطر من المسلمين، كما يظهر ذلك في مدينة جوس بالتحديد''. وأجاب الشيخ مالاسا على سؤال ''الخبر'' بخصوص مطالب مسلمي نيجيريا، بالقول: ''نداؤنا للعالم العربي والإسلامي بأن ينتبهوا لوجود إخوان لهم في العقيدة يُذبحون في نيجيريا، وللأسف لم نجد اهتماما بنا، ولا نعرف ماذا أصاب مسلمي العالم''. وأضاف: ''المسلمون في نيجيريا هم الأغلبية بما يفوق 65 بالمائة، ورغم ذلك هم مضطهدون''. وقال الشيخ عمران مالاسا إن ''أحوال المسلمين ساءت بقدوم الرئيس الحالي غودلاك جوناتان، وهو مسيحي بالمناسبة، خلفا للرئيس الراحل عمر يارادوا، وهو مسلم الديانة''.