قائد الجيش السوري الحر المنشق يهدد بالتصعيد ويتحدث عن فشل المراقبين العرب قال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، أمس، إن تأخير موعد اجتماع وزراء خارجية الدول العربية إلى الأحد المقبل بدلا من السبت لا علاقة له بأي خلاف حول دور الوفد العربي المراقب في سوريا. أوضح نائب الأمين العام للجامعة أن الوفود المراقبة مستمرة في مهمتها، مشيرا إلى أن نهاية الأسبوع ستشهد وصول أكثر من 50 مراقبا عربيا لاستكمال المهمة، على أن يتم مناقشة التقارير الجزئية المقدمة من طرف المراقبين في انتظار التقرير النهائي. وفي الغضون واصلت وفود المراقبين المتواجدة في سوريا مهمتها الميدانية في عدد من المدن، بما فيها تلك التي تشهد تفاقم التوتر بين السلطة والمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام. وكان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي صرح أمس أن سوريا تنتظر التقرير النهائي وتأمل في أن يكون حياديا: ''سوريا مثلها مثل بقية الدول في انتظار التقرير المعد من طرف المراقبين''، مجددا موقف النظام السوري بخصوص الأحداث ''لا يوجد سياسة قمع في سوريا، فهناك من يحمل السلاح في وجه الدولة وسنرد بحزم على هذا الأمر''. وتتوالى المواقف الدولية بين مؤيد للنظام السوري ومطالب بإسقاطه، حيث دخلت إيران على خط دعم النظام في سوريا من خلال الدعوة التي وجهها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي لأنقرة مطالبا إياها ب''تغيير سياستها تجاه الملف السوري''، وقد جاءت هذه الدعوة بالتزامن مع زيارة وزير خارجية تركيا داوود أغلو، أمس إلى طهران للتباحث مع نظيره الإيراني حول عدد من قضايا الساعة في مقدمتها الملفان السوري والعراقي، إلى جانب الملف النووي الإيراني. ومع أن الخارجية التركية لم تعلق على هذا الطلب، إلا أن إيران أبدت عزمها على مساندة نظام بشار الأسد، من خلال تأكيد وجود جماعات مسلحة تعمل على زعزعة الأمن في سوريا، وذلك من خلال مطالبة رامين مهمانبرست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أمس، بإطلاق سراح سبعة مهندسين إيرانيين تم اختطافهم في مدينة حمص شهر ديسمبر الماضي، من قبل جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم ''حركة مناهضة المد الشيعي في سوريا''. وجدد البيت الأبيض موقفه بشأن الأحداث في سوريا من خلال دعوة مجلس الأمن للتدخل، معتبرا أن ''النظام السوري لم يحترم بنود الاتفاق مع الجامعة العربية''، وهي الدعوة التي انتقدتها دمشق واعتبرتها تدخلا في مهمة الوفد العربي، ومحاولة مفضوحة من أجل تدويل الملف السوري. وفي الميدان أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الأمن السوري قتلت ما لا يقل عن خمسة أشخاص، أمس، في محافظة إدلب، فيما استمرت الحركة الاحتجاجية في عدد من المدن. من جانب آخر صرح قائد الجيش السوري الحر المنشق، العقيد رياض الأسعد المقيم في تركيا لوكالة ''رويترز'' أنه لا يستبعد تصعيد العمليات ضد النظام وقوات الأمن السوري في حال عدم تجاوب السلطة مع طلب الجامعة بوقف إراقة الدماء، في إشارة إلى أن دخول وفود المراقبين العرب لم يساهم بأي شكل من الأشكال في وقف القمع في حق المتظاهرين السلميين ''إنَّنا سوف نبدأ تصعيدا كبيرا في عملياتنا، وسيكون ذلك تحوُّلا نوعيَّا في ظروف وشروط القتال، ونأمل أن يساندنا الشعب السوري في ذلك''، مضيفا ''في غضون أسبوع إذا شعرت بعدم جدية الوفود المراقبة فسوف نتخذ قرارا سيفاجئ النظام والعالم''.