توصلت دول الاتحاد الأوروبي، في اجتماع لها بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أمس، إلى اتفاق مبدئي يقضي بحظر استيراد البترول الخام الإيراني من قبل دول الاتحاد، في حال ما إذا لم تتخل طهران عن برنامجها النووي، لكنها لم تحدد تاريخا لبدء الحظر. ونقلت وكالة ''رويترز'' للأخبار عن دبلوماسيين في بروكسل قولهم: ''إن حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق مبدئي لحظر استيراد النفط الإيراني الخام إلى دول الاتحاد، ولكنها لم تتوصل بعد إلى اتفاق حول موعد تفعيل هذا الحظر''. الاتفاق المبدئي كانت اليونان قد عارضته بشدة، ثم تراجعت عن موقفها بعد ذلك، بعد مشاورات جرت الشهر الماضي حول تشديد العقوبات الأوروبية على إيران بسبب برنامجها النووي الذي تزعم بأنه صمم لأغراض عسكرية، وهو الأمر الذي تنفيه طهران جملة وتفصيلا. وكان وزير خارجية فرنسا، ألان جوبي، قد صرح عشية اجتماع أمس، بأن إيران تسير نحو صنع السلاح النووي. وقد طلبت إيران من مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، اقتراح ''موعد ومكان'' لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، والتي توقفت منذ عام. كما يأتي الاتفاق المبدئي في ظل أزمة متصاعدة بين إيرانوالولاياتالمتحدة حول مضيق هرمز، حيث هددت القيادة الإيرانية بغلق مضيق هرمز في حال طبقت ضدها عقوبات جديدة من قبل أمريكا تمس قطاعها البترولي. ويعتبر القرار الأكثر تشددا من قبل المجموعة الأوروبية، بعدما كانت الولاياتالمتحدة قد أصدرت حزمة عقوبات مست شركات ومصارف وشخصيات قيادية في نظام إيران. لكن في الجهة المقابلة، هونت إيران من تبعات القرار، وأكدت أنها ستجد مشترين جددا لنفطها بسهولة شديدة،. وقال مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن قمصري، ل''رويترز''، إن إيران ''لديها طرق بديلة لبيع نفطها إذا حظر الاتحاد الأوروبي استيراد الخام الإيراني''. وأضاف: ''يمكننا استبدال بعض هؤلاء المشترين بسهولة شديدة.. وجزء من الكميات التي ستتعرض للحظر، وليس كلها، قد يتجه إلى الصين ودول أخرى في آسيا وإفريقيا. ومن المستبعد أن تخزن إيران النفط الخام في ناقلات، لأن هذا حل في الأجل القصير فقط''. وأوضح أن ''هناك طلبا مرتفعا للغاية من عملائنا، لذلك توجد نفس الكمية والمقدرة ب3, 2 مليون برميل يوميا، في عقودنا''. مشيرا إلى أن 700 ألف برميل يوميا من إمدادات النفط الإيراني تتجه إلى غرب السويس. وتصدر إيران أكثر من نصف هذه الكمية إلى أوروبا ونحو 200 ألف برميل يوميا إلى تركيا، والكمية المتبقية إلى إفريقيا. وتقدر وكالة الطاقة الدولية صادرات إيران إلى الاتحاد الأوروبي بنحو 450 ألف برميل يوميا. وعقب انتشار خبر الحظر الأوروبي، عرفت أسواق النفط ارتفاعا في السعر، قدر بحوالي 56, 2 دولار، حيث وصل إلى 40, 109 دولار.