الجزائر لها احتياطي من القمح يسد احتياجات السوق إلى غاية موسم الحصاد كشف المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب عن تحويل عدد من ولايات جنوب البلاد كأدرار، وورفلة، وبسكرة، والوادي، والمنيعة بولاية غرداية قريبا، إلى قطب لإنتاج البذور والذرة بامتياز لتغطية احتياجات السوق الداخلي. وقال إن المساحة المخصصة لزراعة القمح الصلب رفعت لأول مرة هذا العام ب 200 ألف هكتار. لتلبية احتياجات البلاد من هذه المادة التي أضحت محل احتكار بعض بلدان أمريكا الشمالية، فيما تم تقليص المساحة المخصصة للشعير. وأوضح مدير الديوان، نور الدين كحال، في لقاء مع ''الخبر'' أنه سيتم قريبا الشروع في توسيع مساحات زراعية تكون مخصصة لإنتاج البذور والذرة بتقنية الري المحوري، بكل من أدرار، وورفلة، وبسكرة، والوادي، والمنيعة بغرداية، تقارب 150 ألف هكتار، وقال إن هذا الخيار أملته النتائج المحققة بمنطقة المنيعة بغرداية، ولاسيما في جانب القمح والذرة. مشيرا إلى أن الجنوب سيصبح في المستقبل القريب قطبا لإنتاج البذور والذرة، على اعتبار أن أراضي هذه المناطق خالية من الأمراض والأعشاب الضارة على نحو ما هو عليه الأمر بشمال البلاد، وبالتالي سيتم سد احتياجات السوق الوطني من هذه البذور. وقدر أن الهكتار الواحد هناك له مردود بين 60 إلى 100 قنطار. وقدرت المساحة الإجمالية لزراعة الحبوب القمح والشعير هذا العام ب3 ملايين و350 ألف هكتار، فيما وصلت العام الماضي 03 ملايين و300 ألف هكتار، أي بزيادة 50 ألف هكتار. والملاحظ في المساحة المخصصة للقمح الصلب، خلال هذا العام، يضيف المسؤول نفسه، هو أن الوزارة قررت توسيعها ب200 ألف هكتار، على حساب تقليص المساحة المخصصة للشعير لأول مرة، وهذا الخيار أملته مستجدات وطنية ودولية، بينها أن سعر القنطار من القمح في السوق الوطني قفز إلى 4500 دينار، وكذا إتاحة الفرصة للفلاحين لإنتاج مزيد من القمح الصلب المفقود في السوق العالمي، والذي أصبح محل احتكار بعض بلدان أمريكا الشمالية. فيما يقدر سعر القنطار من الشعير ب2500 دينار. ويرتقب مدير الديوان أن يكون الموسم الفلاحي لهذه السنة واعدا ومختلفا عما كان عليه الموسم العام الفارط، من حيث حملة الحصاد والدرس مرت في ظروف مناخية حسنة، أما من الجانب التنظيمي فقد قام ديوان الحبوب، يضيف، لأول مرة بتوزيع 1 مليون و600 ألف قنطار من البذور الممتازة، والكمية قد تصل عند نهاية موسم البذر والحرث إلى 1 مليون و700 ألف قنطار، فيما تم توزيع 1 مليون و400 ألف قنطار العام الماضي. أما من جانب الأسمدة الفوسفاتية فقد تم تجاوز 550 ألف قنطار منذ بداية حملة البذر إلى غاية 25 ديسمبر الماضي، فيما وصلت العام الماضي خلال الفترة المذكورة 400 ألف قنطار، فيما تم توزيع 250 ألف قنطار من الأسمدة الآزوتية خلال هذا الموسم، وتم توزيع 160 ألف قنطار من هذه الأسمدة خلال العام الماضي. وكل هذه المؤشرات تبشر بموسم فلاحي واعد بخصوص القمح والشعير. ولم يتردد نفس المصدر، في سياق حديثه عن القمح، في القول إن الجزائر لها احتياطيا من القمح يكفي لسد احتياجات السوق الوطني إلى غاية بداية موسم الحصاد والدرس من سنة .2012 على خلاف سنة 2010 التي واجهت فيها الجزائر ضغطا بعد أن كان احتياطها من القمح يكفي لسد احتياجات 03 أشهر فقط. وقال إن أسعار القمح انخفضت في كندا ب70 دولارا للطن، حيث كان سعر الطن يقدر يوم 22 ديسمبر الفارط ب524 دولار وانخفض إلى 450 دولار يوم 25 ديسمبر، وفسر تخفيض كندا للأسعار بعوامل عديدة، بينها الاحتياطي الكبير لمخزون القمح في هذا البلد، وكذا المساحة الكبرى المخصصة لزراعة القمح، فضلا عن عامل آخر هو التقرب من السوق الأوروبية التي حافظت على استقرارها، بعدما كان الكنديون ينتظرون ارتفاع أسعار القمح فيها.