ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في عددها الصادراليوم الثلاثاء أن إسرائيل استعاضت عن توجيه ضربات عسكرية مباشرة لمنشآت إيران النووية بشن حرب سرية تتضمن زرع جواسيس وعمليات تخريب واغتيال لأبرز المسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لجأت إلى هذه الحرب السرية كونها تدرك أن من غير المرجح شن حرب مباشرة ضد إيران في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما الذي يسعى لفتح حوار مع طهران. ونقلت الصحيفة عن ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA قوله إن هدف إسرائيل هو إعاقة برنامج إيران النووي وتأخيره قدر المستطاع إلى حين التوصل إلى حل أو نهج جديد للتعامل مع طموحات إيران النووية. الموساد واغتيال العلماء من جهتها، قالت ريفا بالا، كبيرة المحللين في شركة الاستخبارات الأميركية الخاصة "ستراتفور" التي تتمتع بعلاقات أمنية قوية مع الحكومة الأميركية، إن إسرائيل وبالتعاون مع الولاياتالمتحدة، تركز في عملياتها السرية على تخريب شبكة الإمدادات الخاصة ببرنامج إيران النووي والقضاء على العناصر البشرية الرئيسة فيه. وكدليل على هذه الإستراتيجية الإسرائيلية أشار مراقبون إلى أحداث في إيران مثل وفاة العالم النووي أردشير حسن بور في منزله بتسمم غازي على ما يبدو عام 2007 ، حيث دارت شائعات حول تورط الموساد الإسرائيلي في العملية. وفي هذا السياق، قال أحد مسؤولي الاستخبارات الأوروبية إن إسرائيل لم تتردد قط باغتيال علماء الأسلحة التابعين لأنظمة معادية في الماضي. وأضاف أن إسرائيل قامت بعمليات اغتيال في العراق وإذا سنحت لها الفرصة ستقوم بعمليات مشابهة في إيران، حسب قوله. من جهته، قال مير جافندافار الخبير الإيراني في مجموعة ميباس المتخصصة في تحليل شؤون الشرق الأوسط إن هناك تقارير أيضا تفيد بأن أسواقا دولية تبيع معدات بها عيوب لإيران كما أن هناك محاولات لتعطيل إمدادات الكهرباء لمنشأة ناطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران. وأضاف أن هناك أيضا مؤشرات على أن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تسعى لتعطيل البرنامج الإيراني، بل أن الولاياتالمتحدة ومخابرات دول أوروبية وبلدانا تعتبر محايدة مثل هولندا، تسعى للتسلل إلى إيران لتعطيل برنامجها النووي. واعتبر الخبير الإيراني أن الكثير من الأنشطة السرية المذكورة عبارة عن جزء من حرب نفسية وليست حرب تخريب حقيقية. وقال جافندافار :"نحن لسنا على ثقة إذ أنه لم يجر تأكيد أي شيء من هذا. ولكن حتى إن كانت هذه التقارير عارية عن الصحة فهي جزء من حرب نفسية كبيرة ضد برنامج إيران النووي. هذا أمر مؤكد."