الزوج: ''زوجتي مثالية وستبقى أم أولادي'' طوت محكمة الجنح لحسين داي بالعاصمة، أوراق قضية السيدة التي ذبحت رضيعتها في القبة بالجزائر العاصمة، بإصدار قاضي تحقيق الغرفة الثالثة، مؤخرا، أمرا بانتفاء وجه الدعوى، مع تحويل السيدة إلى مستشفى الأمراض العقلية. عاشت السيدة ''ق. ر''، 27 سنة، حياة عادية، رفقة العائلة الكبيرة، رغم أنها كانت تتناول المهدئات بسبب حالتها النفسية الصعبة التي لم تمنعها من حمل طفلتها الثالثة. كان جميع أفراد العائلة فرحين بالحمل الجديد، وقبل بضعة شهور من ولادة الطفلة، توقفت ''ق. ر'' عن تناول المهدئات خوفا من أن يصاب جنينها بأي مكروه، ودون أن تعلم طبيبها المختص أو زوجها. وفي يوم الفاتح نوفمبر، شعرت الزوجة بالمخاض، فاتصلت بزوجها الذي طلب من والدته مرافقتها إلى المستشفى. إلا أن الطبيب أخبرها أن موعد الولادة لم يحن بعد. وفي حدود الساعة السادسة والنصف مساء من نفس اليوم، اشتدت الآلام والأوجاع على الزوجة، لتنقل على الفور إلى المستشفى، وبعد 10 دقائق من وصولها وضعت ابنتها، وحرصت على إرضاعها طبيعيا. فرحة لم تكتمل الجميع كان سعيدا بهذه المولودة، غير أن القدر كان يخفي لهم مأساة ستقع بعد أيام قليلة من الولادة. إذ استيقظت السيدة صبيحة يوم 25 نوفمبر، وحالتها النفسية سيئة للغاية، إلى درجة أن زوجها طلب منها مراجعة طبيبها لاستشارته، قبل أن يخرج من البيت قاصدا محله التجاري، ولسوء حظه في ذلك اليوم، وهو يوم وقوع الجريمة، نسي هاتفه النقال في البيت، وكان يتصل من هاتف شقيق زوجته الذي يعمل معه في التجارة ليطمئن على أم أولاده. غير أنه في كل مرة يتصل فيها لا أحد يرد على الهاتف، وهنا ازداد قلقه، ليطلب من شقيق زوجته الذهاب إلى البيت ليجلب له هاتفه. ولكن شقيق الزوجة أصيب بصدمة لدى وقوفه على الحادث المفجع الذي كان في انتظاره، لقد ذبحت شقيقته رضيعتها حديثة الولادة! عاد شقيق الزوجة إلى المحل، مخبرا صهره أن عليه الذهاب فورا إلى مقر الشرطة، لأن ابنته ماتت.. وهناك كانت المصيبة كبيرة، ومن دون أن يشعر انهمرت الدموع من عينه ظنا منه بأن ابنته ماتت متأثرة بمرض ما، لأن زوجته كانت قد أخبرته قبل يومين من وقوع الجريمة أن لون وجه الطفلة يميل إلى الاصفرار، وتبدو متعبة، ما استدعى أخذها إلى الطبيب وإجراء التحاليل اللازمة، التي أظهرت نتائجها أنها بصحة جيدة ولا خوف عليها. اختطاف أم جريمة قتل؟ عندما وصل الزوج إلى البيت، وجد الباب مفتوحا، ولا شيء كان يوحي بوقوع الحادث، فالبيت كان خاليا من المعزين، وبعد أن استفسر الأمر من الجيران، أخبروه أن زوجته ذبحت الطفلة ورمت بها في القمامة. حينها لم يصدق الأمر، ولكن بمقر الشرطة، وجد والدته تبكي، وزوجته صامتة، ليتيقن من الخبر. وكانت الزوجة بعد اقترافها الجريمة تصرخ وهي تردد عبارة ''سرقولي بنتي''. ولكن بعد تدخل الشرطة، واستنادا إلى شهادات الشهود، عثر على الرضيعة ملفوفة داخل كيس بلاستكي، مرمية في القمامة. ورغم كل الحقائق المتضمنة في ملف القضية، فإن الحيرة بقيت سيدة الموقف ولاسيما عند هيئة دفاع المتهمة التي تساءلت عن مكان وقوع عملية القتل، خاصة أنه لم يتم العثور على أي أثر لها في بيت العائلة! ويؤكد مصدر على صلة بالقضية، أن قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لمحكمة حسين داي، وجد أن الأسلوب الوحيد لتحديد المسؤولية، هو إجراء خبرة عقلية للأم المتهمة، حيث أكدت نتائجها أنها لم تكن مسؤولة وغير واعية يوم الوقائع، ما أمكنها من الاستفادة من أمر انتفاء وجه الدعوى، وبالتالي إخلاء سبيلها شرط إحالتها على مستشفى الأمراض العقلية للعلاج. كما ذكرت نفس المصادر أن المتهمة استطاعت تجاوز هذه المحنة والمأساة الإنسانية، بفضل تضامن زوجها الذي تكفل بمصاريف محاميها، واعترف بأنه رغم كل ما حدث له ولعائلته، فإن المتهمة التي كادت أن تقضي باقي أيامها في السجن تظل ''زوجة مثالية وأما لأولاده''.