أمر أمس الجمعة قاضي التحقيق بمحكمة حسين داي بإيداع الأم التي ذبحت ابنتها رهن الحبس المؤقت، وقد تم الاستماع إليها بعد تقديمها لمصالح الشرطة القضائية. المتهمة أم لطفلين من مواليد 25 ماي 1981 بسطيف تقطن في حي ديار الباهية بالقبة، زوجها تاجر جملة، صرحت أمام التحقيق أمس أنها كانت ومنذ حملها مستعدة لذبح مولودتها، وقالت إن الوسواس كان يأمرها بذلك وتتهيأ أن أصوات تشير في أذنها بقتل رضيعتها بمجرد أن تولد وبقيت خلال مرحلة النفاس تتصارع مع نفسها لغاية بلوغ رضيعتها 20 يوما وقتها لم تشعر بالسكين في يدها وذبحتها من الوريد إلى الوريد ووضعتها في كيس بلاستيكي ورمتها في النفايات. * وأكدت الخبرة التي أجراها الطبيب الشرعي على القاتلة أنها أصيبت بهلوسة ما بعد الولادة وهي حالة نفسية حادة تصيب المرأة مرحلة النفاس، حيث أشار في خبرته أن الجانية دخلت في هذه الهلوسة مما جعلها تذبح ابنتها دون أن تتفطن لذلك. واتصلت أمس جريدة الشروق بالمختصين في علم النفس والطب الشرعي حول موضوع إصابات هلوسة ما بعد الولادة عند النساء الجزائريات حيث أكد البروفسور محمد تجيزة، رئيس مصلحة الأمراض العقلية بمستشفى دريد حسين، أن مصلحته استقبلت خلال سنة 2011 نحو 30 إصابة بهذه الحالة النفسية الحادة التي تصيب النساء بعد وضع حملهن وقدر أنه وفي نفس السنة تم تسجيل نحو 800 حالة عبر القطر الوطني، مشيرا أنه وخلال السنوات الأخيرة سجلت حالات متطورة وخطيرة ارتكبت فيها أبشع الجرائم من طرف أمهات في حق رضعهن. وأوضح المتحدث أن النساء اللواتي يحملن بطرق غير شرعية هن أكثر المصابات بهلوسة ما بعد الولادة أي بنحو 60 بالمائة مقارنة مع الحوامل بطرق شرعية. * وعن أسباب انتشار هذه الحالات في الآونة الأخيرة أكد مختصون في علم النفس للشروق، أن السبب الرئيسي غياب اللمة العائلية والمواساة حول المرأة نفساء.