''المنظومة السياسية في البلاد اضطربت بتعددية مفاجئة وخروج من الأحادية بطريقة مرتجلة'' يطرح عبد الرحمان بلعياط، القيادي في جبهة التحرير الوطني، بلوغ الجزائر مرحلة فتح النقاش الدائر حول الشباب وتوسيع مشاركة المرأة في العملية السياسية، من باب ''التعددية المضطربة والمفاجئة والمرتجلة التي شهدتها البلاد قبل عقدين''. حاضر عبد الرحمن بلعياط، أمس، حول ملف ''الشباب والمرأة في الخطاب السياسي''، فأعطى تصورات للموضوع تحيل إلى السنوات الخمسين ما بعد الاستقلال وشكل الخطاب الموجه للفئتين تصاعدا وتذبذبا على أساس ''المنظومة السياسية''. ونفى عبد الرحمن بلعياط، في مركز جريدة ''الشعب'' للدراسات الإستراتيجية''، صفة ''الأبوية'' عن منظومة الحكم في رؤيتها للشباب أو المرأة، كما نفى فكرة ''الإقصاء'' عن الحكومات المتعاقبة، لكنه يطرح تحولا كلفه ''توقيف المسار الانتخابي قبل عشرين عاما، جعل البلاد تدشن منظومة سياسية اضطربت بتعددية مفاجئة وخروج من الأحادية بطريقة مرتجلة''. ويعتقد عبد الرحمن بلعياط أن المسألة برمتها في خصوص فئة الشباب والمرأة تحتاج ل''تقويم السياسات العمومية''. وفي رأيه فإن نجاح التقويم يحتاج إلى تقديم جواب لسؤال جوهري يطرحه الشباب: ''ما هو دوري؟''، موضحا أن المشاكل المرتبطة بهذه التساؤلات تعود أساسا إلى ''الاختلالات الاقتصادية والتقلبات السياسية والتغيرات الاجتماعية التي شهدتها البلاد''، و''الأحداث المشوهة التي رافقت الانتقال من الأحادية إلى التعددية الحزبية والإعلامية، وصولا لوقف المسار الانتخابي وظهور كوارث العنف والتطرف والشك والريبة''. وينتقد بلعياط ''المرحلة الانتقالية'' التي تشمل العهدات الثلاث الرئاسية والتشريعية والمحلية، التي تلت توقيف أول انتخابات برلمانية تعددية ''لأنها لم تتوصل إلى تبديد التساؤلات لدى الشباب''. ويلاحظ بلعياط، القيادي في الأفالان والوزير الأسبق، أن ''الاحتجاجات التي تطفو بشكل مستمر في نواحي البلاد تعني شيئا واحدا، هو أن الشباب غير واثق من قدرة الدولة على توفير حاجياته في الشغل والسكن والحياة''. ويرى أن ''احتجاجات جانفي 2011 كانت ترجمة واضحة لحالة عدم الرضا باستعمال طريق العنف والعصيان''. وذهب المحاضر بعيدا في طرح أسباب ''عدم تبدد الارتياب والتحفظ لدى الرأي العام''، حين يطرح ملفات ''الهشاشة الاجتماعية والفقر والنقص في المساواة والإحساس بالضياع والفساد والرشوة اللذين لم يسلم منهما لا الإدارة ولا ممارسو الحكم بصفة عامة، وظهور بؤر ثراء فاحش''. وشرح عبد الرحمن بلعياط مراحل من أدوار المرأة والشباب في تاريخ الجزائر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فعدد تجارب من صناعة الفئتين ''لذلك حين أشرح الوضع الحالي، فهذا لا يعني أن الجزائر كانت مقصرة بالنسبة للشباب والمرأة معا''. ويرهن بلعياط نجاح ''النوايا في إشراك المرأة والشباب'' بمدى ''النية الصادقة لدى تنظيمنا السياسي''، والمطلوب ''أن نحدث التوازن والفعالية والابتعاد عن التهميش''، وبرأيه، فإن الفرصة مواتية عبر الانتخابات التشريعية القادمة والدستور المرتقب.