جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقاده للأنظمة العربية، حيث اعتبر أمس خلال افتتاحه لقناة تلفزيونية إيرانية باللغة الإسبانية موجهة لشعوب أمريكا اللاتينية، ''أن شعوب أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي شعوب حرة، وتتمسك باستقلالها، وإن إيران مهتمة بالتواصل مع هذه الشعوب''، مضيفا هناك من الأنظمة العربية من تنادي بالديمقراطية في حين أنها لا تعرف معنى الانتخابات. وكان الرئيس الإيراني حذر في وقت سابق من محاولات الغرب بث الاختلافات والتفرقة الطائفية والقومية في الشرق الأوسط ''خدمة لإسرائيل''، منتقدا في ذات السياق بعض الأنظمة العربية -دون تسميتها- معتبرا أن ما يحدث في سوريا يتم بدافع الديمقراطية ''إن الديمقراطية التي تتشدق بها الدول الغربية لن تتحقق عبر فوهات بنادقهم''، مضيفا أن ''ما يثير السخرية في المنطقة هو أن البعض الذين لا محل للانتخابات في بلدانهم، اجتمعوا ليصدروا أوامر الديمقراطية للآخرين'' موجها كلامه إلى الدول العربية التي تسعى لتدويل الملف السوري وإحالته على مجلس الأمن ليتمكن من التدخل والإطاحة بالنظام السوري مثلما حدث في ليبيا، على حد تعبير الرئيس الإيراني. من جانب آخر، اعتبر الرئيس الإيراني أن النزاعات الطائفية التي تشهدها المنطقة العربية في الفترة الأخيرة تهدف إلى التفرقة وإشاعة حالة من الفوضى في هذه الدول، معتبرا أن المستفيد الوحيد من هذه الوضعية هي إسرائيل. وجاءت هذه التصريحات على هامش أعمال مؤتمر الشباب والصحوة الإسلامية العالمي الذي تم تنظيمه في العاصمة الإيرانيةطهران، والذي شهد مشاركة وفود من دول عربية، وقد أدلى الرئيس الإيراني بخطاب أمام الحضور تطرق فيه إلى الثورات العربية، حيث قال إنه حق لكل الشعوب في ''التمتع بالحرية والعدالة الاجتماعية، لكن يجب أن لا يكون ذلك مجرد إملاء من الغرب''. والجدير بالذكر أن الرئيس الإيراني الذي اعتبر أن الثورات العربية كشفت عن ''صحوة إسلامية في هذه الدول'' ورغم انتقاده للأنظمة العربية، سعى إلى التأكيد على أن النظام السوري يختلف عن بقية الأنظمة العربية المستبدة، مشيدا بالإصلاحات التي قام بها الرئيس الأسد، ومؤكدا على أن ما يحدث مؤامرة تخدم ''الكيان الصهيوني''. وقد اعتبر المراقبون أن انتقاد أحمدي نجاد لبعض الأنظمة العربية -وإن لم يذكرها بالاسم إلا أنه بدا واضحا أنه يقصد الدول الخليجية في مقدمتها السعودية وقطر والبحرين، وهي الدول التي اتهمت إيران في الفترة الأخيرة بالعمل على إشاعة الفوضى وتأليب الطائفة الشيعية في الخليج للانقلاب على الأنظمة الملكية، الأمر الذي صعد في العلاقات بين إيران وهذه الدول.