تعمل عائشة القذافي على إنقاذ أخيها سيف الإسلام من وضعية الأسر التي يوجد عليها. وفي هذا الإطار راسلت المحكمة الجنائية الدولية، وقامت بتزويدها ب''معلومات مادية'' قد تساعد على إخراج سيف الإسلام من ليبيا، أمام تزايد الشكاوى من تعذيب آلاف السجناء من أتباع القذافي. وقال نيك كوفمان، محامي عائشة القذافي، في وثيقة نقلت إلى المحكمة الجنائية الدولية التي نشرتها لاحقا إن ''عائشة ترغب في تقديم معلومات مادية تعتقد أنها ستساعد الغرفة الابتدائية على تحديد المسار المناسب الذي يفترض سلوكه''. ومما كشفته عائشة للمحكمة هو ''رفض السلطات الليبية الجديدة تمكين أخيها سيف الإسلام من لقاء محاميه''. وأضاف كوفمان أن ''هذه المعلومات ستساعد الغرفة الابتدائية في المحكمة على تحديد ما إذا كانت السلطات الليبية ترغب فعلا في تقديم تمثيل قانوني فعال لسيف الإسلام، أو منحه محاكمة عادلة''. وطلبت عائشة القذافي من المحكمة الجنائية الدولية الإذن ''استثنائيا''، بنقل هذه المعلومات إلى المحكمة بصفتها ''صديقة المحكمة''، وفقا للوثيقة، بهدف ''حماية مصالح شقيقها''. وتأتي هذه التطورات في أعقاب جدل ثار مؤخرا بين السلطات الليبية، ممثلة في وزارة العدل وبين المحكمة الجنائية التي نفت في 23 جانفي الماضي اتخاذها أي قرار حول تنظيم محاكمة لسيف الإسلام القذافي في ليبيا أمام محكمة ليبية، خلافا لما كان أعلنه وزير العدل الليبي. إعلاميا، كشف السياسي العراقي، مشعان الجبروي، صاحب قناة ''الرأي'' سابقا، أنه يحوز فعلا على تسجيلات صوتية لقادة عرب من الأرشيف الليبي، إلى جانب ''وصية'' سجلها القذافي قبل ساعات من مقتله، عبر اتصال هاتفي مع ''الرأي''. وقال الجبوري لموقع ''سي أن أن'' بالعربية إنه قرر الامتناع عن بثها، بعد أن سبق له التلويح بذلك قائلاً: ''إذا وجدنا أن بثها سيخدم الشعب العربي دون التحريض على العنف فسنفعل ذلك، ولكننا نخشى أن ما لدينا من تسجيلات قد يحرض على العنف الداخلي في ليبيا''. وأضاف الجبوري أن التسجيلات تتضمن ''محاورات سرية''، ومعلومات خطيرة تداولها قادة عرب مع العقيد الراحل معمر القذافي، إلى جانب الوصية التي تركها نفسه قبل ساعات من مقتله، مضيفاً أنه على اتصال مع أركان في النظام السابق، وبينهم موسى إبراهيم، الذي قد يظهر قريباً لإعلان السير بخيار العمل السياسي ضمن إطار جديد. وحول طبيعة التسجيلات، قال الجبوري ''هي عبارة عن حوارات بين القيادة الليبية السابقة وحكام عرب، تم خلالها التعرض لأنظمة أخرى، أو اقتراح التصدي لها، أو حتى العمل على إسقاطها، ولذلك نعتقد بأن بث ما لدينا قد يتسبب بأذى كبير''. من جهة أخرى، أعلن الإعلامي الليبي، يوسف شكير عن إطلاق قناة ''جينا جينا'' الموالية للقذافي، وتبث القناة الجديدة الآن عبر موقعها الإلكتروني مواقف لأنصار القذافي، وتتزين بصور للعقيد المقتول.