نفت أمس وزارة الخارجية الأخبار المتداولة حول تعرض القنصلية الجزائرية بتومبكتو المالية التي سيطر عليها مقاتلو الأزواد لاعتداءات مسلحة، خلفت إصاب القنصل وموظفين إلى جانب تعرض أفراد من الجالية أغلبهم من التجار شمال البلاد إلى اعتداءات اضطرتهم إلى الفرار. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني في بيان له أن مصالح سفارة الجزائر بباماكو وقنصليتها بغاو لم تسجل إلى حد الساعة أي شكوى أو تظلم من طرف أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بمالي. وأوضح بلاني أن الوزارة التي تتابع عن كثب تطور الأوضاع في مالي هي في اتصال دائم مع سفارتنا بباماكو وقنصليتنا بغاو للإطلاع على ظروف إقامة أعضاء جاليتنا في هذا البلد الشقيق. وأضاف قائلا «إن تمثيليتينا الدبلوماسية والقنصلية تبقى في إصغاء لأعضاء جاليتنا المقدر عددهم ب200 شخص بغية تقديم عند الحاجة المساعدة الضرورية لضمان أمنهم ورفاههم. وكانت وسائل إعلام نقلت أول أمس أخبارا عن مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في الصحراء استهدفت القنصلية الجزائرية بتمبكتو المالية التي سيطر عليها متمردو الأزواد، كما أن عشرات الجزائريين من المستثمرين والتجار تعرضوا لاعتداءات جسدية وأخرى على أملاكهم التجارية، فيما فر المئات منهم نحو مدن الجنوب المالية، فيما فضل آخرون العودة إلى أرض الوطن عبر المعابر الحدودية التي سيطر عليها مقاتلو الأزواد بالكامل وفقدت الحكومة المالية أية سيطرة على المعابر. وتخضع منطقة شمال مالي خلال الأيام الأخيرة لعدة مجموعات مسلحة تختلف مصالحها ومطالبها وتتناقض بين طوارق يكافحون من أجل الاعتراف بحقوقهم وإسلاميين ومهربي مخدرات ومجرمين آخرين، نجحت في السيطرة على الوضع عسكريا بعد انسحاب الجيش النظامي نحو الجنوب عقب الإنقلاب العسكري في باماكو والذي أطاح بالرئيس توماني توري الأسبوع الماضي. ويسيطر المتمردون الطوارق منذ الأحد على مدينة تومبوكتو التاريخية التي يكرس سقوطها الوشيك سيطرتهم شبه الكاملة على شمال شرق مالي، ويقول خبراء إن زحف حركة تمرد الطوارق التي تكاد تسيطر على شمال مالي سيقوي شوكة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في هذه المنطقة الإفريقية التي باتت خارجة عن سيطرة الدول.